بالعربي المشرمح ..
الليبرالية الطائفية !
محمد الرويحل
-1
نعرف أن الليبرالية فكر مناهض للأديان بكل مذاهبها وأنواعها ويرفض تدخل الدين في الدولة والسياسة، ومعظم المنتمين لهذا الفكر يجمعون على محاربة وانتقاد رجال الدين ويرفضون تدخلهم في شؤون الدولة أو حتى التعاطي في السياسة العامة، ولم نسمع بأن الليبرالية تفرق بين دين وآخر أو مذهب وسواه فمن حيث المبدأ الذي يؤمنون به فصل الدولة عن الدين ولم يحددوا دينا بعينه أو مذهبا.
ما لاحظته ممن يدعون الليبرالية والمتبجحين بصحة فكرها من العرب أنهم يشنون هجومهم وحروبهم على دين معين بل ومذهب بعينه دون سواه من الأديان والمذاهب وهو الأمر الذي يجعلهم في دائرة الطائفية وازدواجية المعايير فمن غير المقبول أن يهاجم الليبراليون العرب علماء ورجال الدين الإسلامي دون أي هجوم على علماء ورجال الأديان الأخرى كالمسيحية وغيرها وأن يكون هذا الهجوم على المنتمين للمذهب السني دون سواهم من المذاهب الأخرى.
الملاحظ أن الليبراليين العرب مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة يجمعون على مهاجمة علماء ومشايخ السنة وتياراتهم الدينية بينما بقية الأديان والمذاهب بمأمن من هذا الهجوم الليبرالي وهو دليل على طائفية الليبراليين العرب وعدم إيمانهم المطلق بمبادئ ليبراليتهم التي لم تحدد دينا أو مذهبا بعينه لتحاربه، والغريب أن ليبراليي العرب يتحفظون تماما من حتى الانتقاد لعلماء ومشايخ وتيارات الأديان والمذاهب الأخرى وكأن الهدف من ليبراليتهم محدد لمهاجمة التيار السني بالتحديد دون سواه، وكأن بقية التيارات الدينية والمذهبية معصومين من الخطأ ولا يتدخلون في سياسة الدولة ومدنيتها..
يعني بالعربي المشرمح
هناك مسلمون ومسيحيون وسنة وشيعة ينتمون للفكر الليبرالي الأمر الذي يفترض بهم بأن يهاجم المسلم منهم التيارات الإسلامية والمسيحي يحارب التيارات المسيحية والسني ينتقد التيارات السنية والشيعي يصوب نحو التيارات الشيعية ليرفعوا الحرج عن بعضهم البعض وحتى لا يتهموا بالطائفية خصوصا وأننا نرى تحفظهم بكل أطيافهم من التطرق لتيارات دينية ومذهبية بعينها وعدم مهاجمتها والتفرغ فقط لمهاجمة التيارات السنية وكأنها الوحيدة دينية الأمر الذي معه يجيز لنا وصف الليبرالية العربية بالليبرالية الطائفية..
شرمحة تربوية
وزير التربية أصدر قرارا بعدم قبول أي عذر طبي أو غيره للطلبة المدارس في حال غيابهم عن الامتحانات وكأنه بهذا القرار لا يؤمن بقضاء الله وقدره ولا يعترف بمرض الطلبة بل ولا يثق بقيادييه الذي يفترض بأنهم من يقدر أعذار طلبتهم في حال غيابهم.. يبدو أن وزير التربية وبعد أن عجز عن إصلاح التعليم المتهالك أراد من قراره هذا إثارة واستفزاز المواطنين ليتفرغوا لمحاربة هذا القرار المشرمحي وترك العجز الكارثي في اصلاح التعليم بوجه عام..
برافو وزيروه فلم تخرج عن سياسة حكومته التي تخلق الأزمات لتغطي بها عجزها عن حل أزماتها المتراكمة..
أضف تعليق