وجع الحروف / المنظور الحكومي للمعالجة!
د. تركي العازمي
قرأت خبرا حول المنظور الحكومي لمعالجة القضية الإسكانية وفي الخبر حظر ذكر فيه «يحظر على موظفي الهيئة أن يكون لهم أو لأقاربهم مصلحة مباشرة مع من يتعامل مع الهيئة»، وهو جيد من الناحية النظرية لكن الواقع يشير إلى ممارسات لا يمكن كشفها!
أصحاب المصالح يختلف منظورهم عن المنظور الحكومي… لهم طرقهم التي توصل إلى العنب في غياب الناطور وأذكر أن أحد المسؤولين الأجانب تحدث عن أسماء لملاك شركات بالاسم فقط لإبعاد شبهات التنفيع والمالك شخص متنفذ ولا صفة رسمية له وتحدث عن العمولات التي تفتح لها حسابات في بنوك أجنبية بمعنى إننا محليا نرى ظاهر الأمور وباطن فسادها بعيد عن الرقابة!
المنظور الحكومي الذي نرغب في رؤيته على أرض الواقع يجب أن يتضمن الآتي:
منظور يمنحنا الصدق مع أنفسنا من خلال تعاملاتنا يبدأ من قناعة كاملة بأن «الرموز القيادية التي لم تضف شيئا يجب أن تغادر ويفسح المجال للكفاءات!
منظور يبحث في سبب تأخر تنفيذ المشاريع وإلغاء بعضها!
منظور يكتب لنا رؤى قابلة للتنفيذ ويحدد دور كل مؤسسة والقيادي المسؤول عن تنفيذها مع مراعاة زمن التنفيذ!
منظور يتحدث عن سبب تدني الخدمات الصحية ولماذا لم تستعن وزارة الصحة بكبرى المستشفيات الغربية لإنشاء مستشفيات تخصصية متعددة الأدوار كي لا يتحججون بالسعة وضيق مبنى من دور أو دورين وتترك إدارته لجهة غربية متخصصة تجلب لنا أصحاب الاختصاص!
منظور يبحث عن علاج للقضية التربوية والتعليمية: لماذا ينهي الطالب المرحلة الابتدائية وهو لا يجيد كتابة اسمه في حين طالب سنة ثانية روضة في المدارس الخاصة ثنائية اللغة يجيد الكتابة باللغتين ويعرف ما لا يعرفه طالب المتوسط في مدارسنا الحكومية: هناك خلل طبعا!
منظور يسأل ويجد الإجابة المتسمة بالشفافية بدون «فهموني غلط» و«غير صحيح» ويعالج ظاهرة «صرح مصدر بارز دون ذكر اسمه» (إذا كان مسؤولا ولا يقوى البوح باسمه فلماذا يلصق صفة المسؤول فيه!
منظور يحل لنا كارثة مكاتب الخدم والعمالة السائبة والتركيبة السكانية بوجه عام!
منظور يسأل عن سبب الزحمة وكثرة «التاكسي الجوال»!
منظور يعيد لوزارة التخطيط دورها ويضاف لها دور الرؤية الحكومية وتحويلها إلى مشاريع هي مساءلة عن تنفيذها!
منظور يسأل عن سبب «الشخبطة» السياسية وتحديد أطراف الصراع السياسي ولماذا يتصارعون!
كثيرة هي القضايا العالقة والبحث فيها يجعلك تقف عند كل قضية ولا تستطيع تحديد أطراف اللعبة الفئوية المذهبية وحتى السياسية وكل ما تسمع عنه تكهنات بعضها صحيح وبعضها فقط «وهم» كاذب ينطبق عليه قول «حق أريد به باطل»!
لذلك، تجد الجميع «يتحلطم» على الحالة الكويتية التي بلغ فيها الفساد حدا وصفته إحدى المجلات الخليجية بأنه لا يمكن علاجه وهو وصف كان باللغة الإنكليزية «Kuwait corruption is a hopeless case» وهو ثابت في مؤشري الفساد ومستوى الشفافية وأعتقد ان الأسباب تتعدد في كل منظور ذكرناه أعلاه… نحن نجيد حسن الكلام «المنمق» وهو في غالبه تنظيري لا يسمن ولا يغني من جوع حسب ما يراه المواطن البسيط.. والله المستعان!
أضف تعليق