أقلامهم

عبدالله العدواني: لو كان مانديلا في بلاد العرب ما كان ليسلم من ألسنة البشر.

مانديلا في بلاد العرب
بقلم: عبدالله العدواني
فقدت البشرية الجمعة الماضية صوتا ورمزا من رموز الحرية.. ربما هو ابرز رموز الحرية على الإطلاق في عصرنا الحالي إنه الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، الذي قدم حياته كلها في سبيل حرية شعبه الذي عانى قسوة وبطش الاحتلال لسنوات طويلة.
مانديلا ذلك الرجل الأسود الذي ضرب المثل في الصمود والتحدي والدفاع عن المبدأ مهما كان الثمن غاليا ومن النعم التي انعم الله بها على مانديلا أن شاهد ثمرة كفاحه ونضاله تتحقق قبل مماته بل وبسنوات شاهد فيها بلاده تعيش وتتنفس الحرية دون تفرقة عنصرية بين أبيض وأسود بين عبد وسيد.
لقد أعاد مانديلا الأمور إلى نصابها الطبيعي وأنه لا فرق بين أبيض وأسود، فالمواطن الصالح يضعونه على العين والرأس لا فرق بين هذا وذاك أو بين رجل وامرأة في المواطنة.
تخيلوا لو كان مانديلا يعيش في بلاد العرب في الوقت الحالي ما كان ليسلم من ألسنة البشر التي تنعته بالعبد وبالأسود رغم أن ديننا الحنيف نهرنا ومنعنا من تفضيل عبد على آخر وهنا نقصد عبد من عباد الله لا عبدا بالمعنى المقصود لدينا.
اليوم جنوب أفريقيا تتطور وتشهد نهضة كبيرة يشارك فيها كل المواطنين البيض والسود سواسية ولا فرق بينهم، مانديلا زرع فيهم حب بلدهم وعدم التفرقة، مانديلا أشربهم طعم الحرية الحقيقي والمواطنة الحقيقية الصافية دون شوائب أو مخلفات فكانت هذه البلاد بحق بلد محترم يحترم مواطنيه ويحترمه العالم.
ليتنا نقتدي بمبادئ مانديلا ونرى ماذا فعل هذا الأسود في بلاده لا ان تلاسن على بعضنا بهذا بدوي وهذا حضري وهذا سني وهذا شيعي وهذا أعجمي وهذا أعرابي، ليت وفاة مانديلا تكون بداية لأن يقتدي العالم أجمع بمبادئه التي وإن كانت نصب أعيننا كسبنا الكثير والكثير جدا.