أقلامهم

ذعار الرشيدي: في الكويت مبدأ المصالحة السياسية مفقود.

الربيع العربي ـ والكويت والنفس «المانديلي» 
بقلم: ذعار الرشيدي 
عديدة هي المبادئ التي رسخها الراحل نيلسون مانديلا، ولكن أهمها وأبرزها مبدأ المصالحة كتطبيق عملي، وهو المبدأ الذي قاد بلاده بعد سقوط حكومة الفصل العنصري للوحدة اجتماعيا، المصالحة هي التي صنعت جنوب افريقيا الجديدة، البلد الذي تطور خلال 20 عاما ليصبح واحدا من أهم البلدان الافريقية تأثيرا، سواء اقتصاديا او سياسيا.
> > >
المصالحة المبدأ الأهم الذي رسخه وأسسه في بلده الراحل مانديلا، فلا ابرز من صورة الزعيم الافريقي مع سجانه (التي نشرت على الصفحة الأولى لـ«الأنباء» أمس) ولا أبرز من صورته مع المدعي العام السابق في حكومة الفصل العنصري الذي حكم عليه بالسجن 27 عاما.
مانديلا سجن من اجل بلده، وخرج وتصالح من اجل بلده ايضا، هذا هو المفهوم والمبدأ المفقود في دول الربيع العربي التي انزلقت بسبب المصالح الشخصية الى حافة الحروب الأهلية.
> > >
نعم، الوضع السياسي في جنوب افريقيا بعد إسقاط حكومة الفصل العنصري يختلف تماما عن اوضاع دول الربيع العربي، ولكن هذا لا يمنع من ان نتمنى ان يكون لدينا نفس «مانديلي» أو نأمل بنفس «مانديلي» النفس السياسي الانساني الذي غيّر وجه دولة من «القبح» إلى «الجمال»، بينما التعاطي السياسي «اللاإنساني» في دول ثورات الربيع العربي دفع الفرقاء في كل من مصر وليبيا مثلا الى حرب أهلية «باردة» مستمرة.
> > >
ثورات الربيع العربي- وبسبب غياب مفهوم المصالحة- دخلت في دوامة حرب أهلية باردة لن تتوقف ما دام الفرقاء يبحثون عن مصالحهم السياسية والشخصية ويهملون مصالح اوطانهم وشعوبهم، وعلى هذا المنوال ستستمر الأوضاع في التردي لعقود قادمة ولن تخرج من دوامة الفوضى إلا بالإيمان بالمصالحة من اجل الوطن.
> > >
في الكويت مبدأ المصالحة السياسية مفقود، لذا يستمر الانقسام السياسي الى ما لا نهاية، صحيح اننا في وضع افضل بكثير من بلدان الربيع العربي، ولكن وضعنا الخاص والمميز بحاجة الى.. مصالحة من أجل الوطن ومن كل الاطراف.