آراؤهم

مانديلا عربي

مانديلا عربي 
بقلم.. مياح غانم العنزي 
فقدت الإنسانية الأيام الماضية نيلسون مانديلا عنوان التضحية ورمز النضال من أجل الحرية، والذي تمثّلت فيه معاني التسامح الحقيقية، وحّد بلاده وقضى على العنصرية وترك أثرًا طيبًا في نفوس العالم أجمع، إلا إنه بالنسبة لي وربما هناك من يشاطرني الرأي إضافة لأثره الطيب ترك أثرًا موجعًا مؤلمًا مليء بالحسرة والقهر، هذا الرجل لم يعدم جلاديه ولم يسرق مال أهاليه- شعبه- ولم يرفع خشمه يومًا على مواطنيه فقد قال مقولة مشهورة، إن حريتنا لا تتجزأ فإن أحس فرد من شعبي بالغبن فكلنا مغبونين، اتمنى ان يركز من يعتلون كراسي السلطه على هذه العباره من شخص افريقي ليس مسلما، ترك هذا الرجل ألما في نفسي ومن يشاطرني وانا متأكد ان هناك الكثير منهم يتمثل في حسرتنا على عدم انجاب امتنا قائد مثله في عصرنا هذا، لا ينطق بالطائفيه والمذهبيه بل يقضي عليها كما قضى مانديلا على العنصريه بالرغم من ان الاخير استند للمبادئ الانسانيه اما ما نتمناه سيكون مستند لكلام الله – القرآن- ولاحظ الفرق عزيزي القارئ، الأمر الثاني هو ان مانديلا تعرض لضغوط ومفاوضات للتنازل عن مبادئه المتمثله في حريه شعبه اولا مقابل مغريات الحكم والعز والمال وحريته هو وجماعته إلا انه رفض  ودفع ثمنا باهظها من سنين عمره وصحته-ربع قرن- لأجل ذلك، اما من ينتمون لأمتنا الاسلاميه  فبأبسط المغريات وافقوا ودعموا احتلال بلدان كانت شقيقه وباعوا معلومات عن الامة الاسلاميه دقيقه بل وطعنوا ظهور ابناء جلدتهم ومذهبهم ومواطنيهم وجيرانهم من الخلف، لكنهم لم يستنشقوا رائحة الورد التي وعدهم بها الاجنبي ولم يتذوقوا رحيقه، الأمر الثالث هو ان مانديلا عندما توفي حزن العالم اجمع اعلاما ودبلوماسيه وشعوبا على كافة مستوياتها واطيافها وانتمائتها وعرقها، طغت ايجابياته على سلبياته لدرجه انه لم تذكرها الا القليل من القنوات كتأخره في مكافحة الايدز الا عندما فتك هذا المرض باقاربه وغيرها من سطحيات السلبيات نسبة لعظيم التضحيات، وهنا ايضا لم يحظى من ينتمى لأمتنا بهذا الامر عند وفاته، الأمر الرابع والذي بإمكانه تخفيف حزننا على امتنا وعالمنا الاسلامي لما يمر به من مرحلة مأساويه إذ ان المنتمين إليه باتوا يفتخرون عندما يوعدون شخصا ما ويقولون له اسمع : يجب عليه احترام الموعد والتوقيت وللعلم انا مواعيدي إنجليزية، كما اصبح تطعيم اللغه العربيه بمفردات انجليزيه مصدر فخر ورمز للثقافه ولو عرف كيف كان يطعم الانجليز لغتهم بمفردات عربيه افتخارا بها لخجل من نفسه، الأمر الرابع هو اننا لا نخلد شخصيات جلبت لنا المجد والعزه بمناسبات انتصاراتها وتسطير امجادها وعلى الاقل صلاح الدين الايوبي وعمر المختار، أليس هم مصدر فخر كل مسلم ؟ إذن لماذا يا ايها المسلم تحتفل بنانسي عجرم واصاله نصري  وشكيره الامريكيه السوريه وغيرهم  هل  اصبحن مصدر فخرك وعنوان عزتك ؟ لم ارى في اي بلد مسلم يوما ما احتفالا بمناسبه مولد صلاح الدين الايوبي او فتحه للقدس، ولا في اي قناة تليفزيونيه لكني رأيت التركيز على الفتنه المذهبيه وما يشق الوحده الاسلاميه ، تعلمون ايها المسلمون ان كل العالم يحتفي ويتذكر  الهولوكوست وكل العالم يتذكر ويحتفي بهوريشيما وكل العالم يحتفي  ويتذكر غاندي وجيفارا، إلا انه ولا واحد من العالم يتذكر رمز من رموز المسلمين والعرب الذين هم اول من خدم الانسانيه وعلى سبيل المثال : عباس بن فرناس ألم يهدي الانسانيه فكره الطيران  ومخترع الصفر والدوره الدمويه اليسوا مسلمين ؟ الم تسألوا انفسكم لماذا يعزف العالم عن الاحتفال بهم؟  إنه الخنوع والذله  وان لم تعز  رموزك بالطبع لا يعزهم الغريب  وإن رآك تخون اخوك بالطبع لا يعير لك اهتمام  بعد ان تنتهي فترة صلاحيتك، اللهم ارحمنا بمانديلا عربي ينقذنا مما نحن فيه يا رب.