أقلامهم

ناصر المطيري: الاتحاد الخليجي ردة فعل تزامنت مع ثورات الربيع العربي.

«الفيتو» العماني على الاتحاد الخليجي 
ناصر المطيري
رغم أن الوحدة الخليجية أمنية نتمناها وطموح للشعوب الخليجية  ..لكننا نعتقد أن الموقف العماني برفض فكرة الاتحاد الخليجي ينطلق من مبررات ومعطيات واقعية موضوعية تستحق التوقف عندها من باب نقد التجربة ومحاولة تصحيح مسيرة التعاون الخليجي التي تجاوزت العقود الثلاثة من الزمن وكان الانجاز خلالها على مستوى التعاون محدوداً فما بالك بطرح فكرة الاتحاد؟
ومن الواضح أن الدعوة للاتحاد الخليجي فكرة تولدت كردة فعل  سياسية تزامنت مع اندلاع ثورات الربيع العربي بمعنى أنها تشكل رد فعل على حراك الشارع العربي يضاف لها المتغيرات الاقليمية بعد الاتفاق النووي الايراني الأميركي الذي يتوقع أن يغير بوصلة التحالفات السياسية في المنطقة بما ينعكس على أمن دول المنطقة وهو بالفعل اليوم هاجس حقيقي تستشعره دول الخليج ولكنها مرغمة سياسيا على التعامل مع هذا الواقع الجديد وتداعياته المستقبلية..
ولو عدنا بالتاريخ الى ظروف نشأة مجلس التعاون الخليجي نجد أنها أيضاً جاءت كردة فعل لتطورات اقليمية تمثلت بالثورة الاسلامية في ايران وتلتها الحرب العراقية – الايرانية.. ولأن الفكرة أساساً ردة فعل لذلك نجدها لم تنجح الا بتحقيق خطوات متواضعة وبطيئة في مسار التعاون فقط وليس الاتحاد..
من هنا ندرك الحكمة العمانية في معارضة الاتحاد الخليجي لأن مسقط تدرك أن الدول التي عجزت عن تحقيق التعاون والتكامل المأمول سيكون من الصعب عليها أن تقفز لتحقق الاتحاد.
ولا ننكر أن عمان تمارس سياسة واقعية ولها رؤية استراتيجية واضحة متزنة، وليست ردود أفعال لمتغيرات اقليمية لذلك نجد السلطنة أعلنت رأيها صريحاً برفض الاتحاد الخليجي،  فطوال مسيرة 34 سنة لمجلس التعاون الخليجي يردد اعلامنا شعار «خليجنا واحد» وهو عاجز عن توحيد العملة، ولم يقر التنقل بالبطاقة المدنية الا قبل سنوات قليلة، فهل نتوقع أن يحقق الوحدة السياسية؟!
أكثر من ثلاثين سنة من عمر مجلس التعاون الخليجي كانت «الخلافات الخليجية – الخليجية» تسابق الخطوات التعاونية المحدودة بل انه في كثير من الأحيان والى عهد قريب سيطرت الخلافات بين بعض دول الخليج العربية على المشهد السياسي للمنطقة وانشغلت دول التعاون بالوساطات لحل خلافاتها الثنائية.. فهل بعد ذلك يحق لنا التحدث عن اتحاد خليجي رغم أنه طموح لنا كشعوب؟
وباستثناء التوحد الخليجي في مواجهة احتلال الكويت عام 1990 بسبب الخطر الجماعي الذي كانت تواجهه المنطقة لم يسجل التاريخ أي وقفة اتحادية حقيقية  في الموقف الخليجي تدفعنا واثقي الخطى باتجاه تحقيق مبادرة الرياض نحو الكونفيدرالية الخليجية التي أطلقها في القمة الخليجية الماضية ودفعت بها الى قمة الكويت الحالية.
يجب أن نعلم ان تحقيق الوحدة الخليجية يتطلب قبل كل شيء توحداً في الأنظمة السياسية وتوحداً في تطبيق الحريات العامة، ولكن الواقع الراهن يشير الى تباينات سياسية في نظم الحكم الخليجية فيما يتعلق بدرجة المشاركة الشعبية فيها، وكذلك الأمر بالنسبة للحريات العامة فما هو مسموح به في دولة لايزال محظوراً في الدولة المجاورة..
وباختصار نقولها: قبل الحديث عن الوحدة أو الاتحاد الخليجي نتساءل ابتداء هل حقق التعاون الخليجي مبتغاه؟!