غربال
راهبات معلولا المسلمات
محمد مساعد الدوسري
-1
كم نحن عظماء في الخليج، وكم نحن إنسانيين جدا في العالم العربي، وكم نحن مؤمنين في الدول الإسلامية، فاختطاف راهبات معلولا حركت كل مشاعرنا الدفينة تجاه الإنسانية والتسامح والإيمان، وخطفهم أمر جلل، يجب أن تقف عنده الإنسانية، وأن يحشد العالم له، أما تعذيب وحرق وإعدام أطفال النبك، فهذا أمر تافه مقارنة بالراهبات.
يُقتل الأطفال والنساء والشيوخ في سوريا كل يوم، فيصدر بيان إدانة هنا أو هناك، بينما تقوم الدول المصدرة لبيانات الإدانة بمنع إغاثة الناس هناك، وتلقي القبض على من يسعى لمساعدتهم، بل أنها تسجن من يفكر بالجهاد هناك، وتُرتكب المجازر في النبك والبيضا وخان العسل والغوطة ووو، فنجد الدول العربية والإسلامية تتكلم عن الإرهاب والجماعات المسلحة والتطرف، أي تطرف ؟.
التطرف الآن في عالمنا العربي والإسلامي هو المواقف المخزية والخائنة للشعوب، التطرف هو محاربة كل محاولة لإنقاذ المسلمين في كل مكان، التطرف هو محاصرة الجمعيات الخيرية التي تجمع الفتات لنجدة طفل جائع أو امرأة عجوز يداهمها طوفان البرد والمطر، التطرف هو الحديث عن التطرف والمذهبية والتشدد، بينما يقتل الناس على يد المتطرفين والمذهبيين والمتشددين.
تنادي ميكروفونات مليشيات القتل الإيرانية في أزقة طهران وشوارع بغداد وحواري بيروت، وتحث الشباب المخدوع بخوض الحرب المقدسة في سوريا، بينما يقطع العرب الماء والغذاء عن اللاجئين السوريين، تجرد من الإنسانية والإسلام والعقل والمنطق نجده في عقل هذا العربي، وهو يناصب العداء لبني جلدته خوفا من كلمات مدعي ليبرالية أحمق يلقيها في أذنه، أو أوامر أسياده في الغرب التي تقول له «احذر، فحربك مع دينك وعقيدتك هي السبيل الوحيد لبقاء حكمك».
حكام ورؤساء وزعماء كبيرة مسمياتهم، وصغيرة أحلامهم، خرجوا من التاريخ منذ عقود، ويسيرون بشعوبهم نحو الهاوية بسرعة الضوء، لا مشروع لديهم إلا التفرد بالسلطة، ولا حلم في عقولهم إلا جمع الثروات، ولا رؤية مستقبلهم إلا بقاء الحال كما هو عليه الآن.
لا تنقذوا شعوبكم، أنقذوا أنفسكم وعروشكم أولا، وإن كنتم ترون الإسلام في حماية الأقليات في ديارنا، فمن باب أولى إنقاذ الأغلبية من القتل الممنهج، نحن الأمة يا بشر، فهل راهبات معلولا أهم لديكم من أطفال المسلمين؟.
أضف تعليق