آراؤهم

حصار دول الخليج قد اكتمل

خيبة الامل الترقب والخوف من لمستقبل ثلاث عنواين رئيسية يمكن ان توصف بها الحالة الخليجية في الوقت الراهن ومن شاهد اوجه القوم في الجلسة الختامية للقمة الاخيرة  قد يدرك ان شيئا ما قد حصل وان لم يكن تخفى على المتابع بوادره او لنقل خطوطه العريضة التي كانت نتاجا لسياسة تقديم التنازلات والتعامل مع القوى الاخرى بمظهر التابع لسنين طويلة والتي افرزت واقعا مختلفا قد لا تحمد عواقبه ان المنطقة الان تمر بمرحلة تغيير التوازنات والبحث عن احلاف استراتيجية اخرى قد لا تكون لها فائدة كبيرة في تغيير المعادلة الدولية كون ان اخطاء الماضي قد تعاد بنفس صيغتها اللهم الا ان الاطراف التي ستمارس معها تلك الاخطاء  ستتغير بالاسم فقط لا بشيء اخر وحتى درك واقع جيوسياسية المنطقة سنلاحظ ان منطقة الخليج العربي قد دخلت فعيلا تحت الحصار الذي اكتملت فصوله بتصريح وزير خارجية عمان الذي نشر قبل 4 ايام وذكر فيه انهم ليسوا على استعداد عسكري لمواجهة جيرانهم وكون ان الجار الاخطر عسكريا والوحيد تقريبا الذي يضمر للمنطقة شرا هو الجانب الايراني الفارسي فان عمان قد اختارت الوقوف على الحياد في اي حرب مقبلة مع ذلك الكيان ان لم يكن الانحياز له في احدى مراحلها وبنظرة اكثر شمولية فان شمال الخليج وتحديدا العراق يحكم حاليا من قبل نظام ايدلوجي تابع لايران بينما يحد الجنوب بالحوثيين في اليمن من جهة ويرزح الشرق تحت وطئة مجاميع تدين بالولاء للمرجعية الايرانية بينما كانت تصريحات عمرو موسى الاخيرة والتي رحب فيها بعلاقات طبيعية مع ايران بمثابة المسمار الخير في نعش اي تحرك عسكري مصري لدعم الخليج في اي مواجهة قادمة اذا فجغرافية المنطقة تحدها انظمة لا ترحب بدول الخليج ككيان قوي وتضمرلها شرا وبانظمة اخرى لا ترغب بان تكون جزءا من اي اشكاليات مستقبلية كل هذا يمزج باخطار اخرى من مجاميع حزب الله في لبنان وتاريخها الطويل في العمليات الاجرامية اضافة الى نظام بشار الاسد الراغب بالانتقام يضاف إلى كل هذا عدم وضوح للرؤية المستقبلية والخلافات البارزة بين الاقطار الخليجية نفسها قد يكون حل كل هذه الاشكاليات ضربا من المستحيل خصوصا ان علمنا ضعف القرارت السياسية الفعلية النابعة من صميم المصالح العليا كانت السمة الابرز في المرحلة السابقة للقيادات الخليجية ولكن الحقيقة ان الحلول سهلة ولا تحتاج لمنظرين سياسين او لبحث في عواصم العالم عن من يقبل ان يتكفل بحراسة تلك الانظمة فالنظر لدائرة الصراع مع الكيان الايراني من منظور عقدي وتاطير القرارات المتخذة على هذا الاساس سيكون كفيلا بتكوين توازن استراتيجي كافي مع ذلك الكيان فمن المعلوم ان لغة السياسة تتبدل وفقا للمصالح بينما ان لغة الدين ثابتة لا تتغير وعلى هذا فدعم مجموعات عسكرية في الدول الغير مستقرة سياسيا والمحيطة بالكيان الفارسي لمواجهة اذنابه ودحرهم خصوصا في دماج والعراق وسوريا ولبنان دون نظر الى اي تعهدات مسبقة قدمت لاي قوة عظمى خائنة ودون النظر الى اي انتقادات سياسية سيكون له اثر بارز في تغيير المعادلة السياسية وسيشغل صناع القرار السياسي في ايران بالتعامل مع خصم لا قبل لهم به بدلا من التفرغ لاضعاف دول الخليج اقليميا حتى يتم ابتلاعها ثم يجب ان يتم التعامل مع الاطراف المحلية والتي يكتشف تعاملها مع اطراف خارجية تضمر للمنطقة شرا بمنطلق التعامل مع عدو لا بمنطلق التعامل مع شريك سياسي تقدم له الحوافز والتنازلات كل هذا مع تعديل حقيقي للواقع الداخلي بما يرضي الله تعالى وبما يتوافق مع خلفية المجتمعات الاسلامية لتكوين جيل قادر على المواج العسكرية والتضحية من منطلق ديني لا من منطلق فلوكلوري وهمي سرعان ما يلاشى عند اول اختبار حقيقي …
 
محمد سعود البنوان 
 
ofoqm@hotmail.com 
 
@banwan 16