“إذا لم يكن للبدون حق في هذا الوطن أعطوهم حق الإنسانية على الأقل فهذه من العدالة” صفق لنفسه بحرارة عندما انتهي من كتابتها، معتقدًا إنه الآن أدى واجبه الإنساني على أكمل وجه.. وكثرة الريتويت جعلت منه علمًا من أعلام حقوق الإنسان، كثيرون جدًا من يعتقدون أن نصرة المضطهدين تتجلى في بضعة كلمات مملوءة بالعطف والحزن مصحوبة ببعض الصور لأزقة تيماء التي باتت الطفولة والإنسانية تحتظر على أرصفتها، يضعونها في هاشتاغ معيّن يتبعه إعجابٌ وريتويت، ويكونون بهذا قد أنهوا دورهم حول هذه القضية.
وعندما ينتهون من تمثيل دور المناصرين للفئة المسحوقة، يذهبون لممارسة دجلهم على هاشتاغ آخر، فأصبحت القضايا الإنسانية ومناصرتها هي أداة للشهرة فقط، يصعدون بها على أكتاف المستضعفين في الأرض.
سابقًا.. كنت اعتقد أن المسؤولين وأصحاب القرار هم فقط من يحاولون التكسّب من وراء هذه القضية، ولكن في الآونة الأخيرة رخصت حياة الفقراء عند الغالب ليصل التكسّب للمغردين والمثقفين أيضًا وذلك بطريقتهم الخاصة، معتقدين بأن تغريداتهم تفي بالغرض وتبرئ ذمتهم اتجاه هذه القضية، متناسين أن مناصرة الحق لا تحتاج إلى الأقوال بقدر حاجتها إلى الأفعال، هذه القضية تحتاج إلى وقفة صدق وتحرّك بطولي لحلّها، تحتاج مشاركة في كل الفعاليات الخاصة بها، تحتاج قلم وصوت وفعل وكل ما أوتيتم من قوة وعلم، لا تكن كالذي يبكي على فقد “مانديلا” ويتحدّث عن محاربته للعنصرية وفي ذات الوقت يطالب باعتقال الناشطين البدون لأنهم يدعون للفوضى على حد وصفه، ولا تكن كالذين يستخدمون هذه القضية للمتاجرة لأو وضع بعض الرتوش على أسمائهم.
كن صاحب حقٍ ومبدأ وترجم حروفك إلى نصرة حقيقية لهذه الفئة، وشاركهم حراكهم ولا تجعل من حروفك آية جديدة للنفاق.
أضف تعليق