فواصل فكرية / منهجية
انوار مرزوق الجويسري
«نحن لا ننظر للنتائج ولكننا ننظر للمنهجية التي نعمل في إطارها»، كان هذا من أبرز ما قيل عند مقابلتي لأستاذتي في الجامعة د. إسراء العيسى، في لقاء سريع بهدف الكشف عن أبرز مجال نخدم به الوطن ونقدم له شيئاً من الإصلاح، فقد كان الحوار يتضمن منهجيتنا في الإصلاح وكيفية إقبالنا على مجالات الخير أكثر من تضمنه للنتائج التي قد نحصل عليها من ذاك العمل، لأن النتائج مهما كانت عظيمة لا تعني شيئاً إذا كانت المنهجية ركيكة، ضعيفة، أو غير سويّة.
إذا جئنا لمجال العمل التطوعي نرى انتشاره كبيرا وغير محدود، لكن تأثيره لا يكاد يكون شيئاً أمام كم الفساد الذي نواجهه، والسبب أن التأثير بلا منهجية وبلا تركيز هو تأثير لحظي دافعه الحماس وحب الخير، وليت ذلك كافياً للإصلاح، فالواقع يدلنا على أن طيب النية وحب الخير لا يعنيان طيب النتائج ودوام الأثر واستمرارية النفع، بل نحن بحاجة لمنهجية ثابتة واضحة وتخصص تطوعي ثابت ومركز نبذل فيه أوقاتاً وأعمالاً تسد ثغرة واضحة دون أن تحفر مكانها ثغرة أخرى ودون أن تهدم مبدأ أو تخل بقيمة أو خُلق.
التطوع روح الأمم المتحضرة، ونحن على ثقة بأن ما يبنيه التطوع لا تبنيه الحكومات ولا المؤسسات النفعية، لذلك كان ما يفقد التطوع قيمته هو قيامه على أسس غير سليمة من التخبط والتحوّل من مجال لآخر والتنازل عن المبادئ والعمل على حساب الواجبات والمهام الأساسية دون وضع اعتبار للأولويات، لذلك كان وضع خطة محكمة قبل التطوع من أولى أولويات التطوع ومن أهم أسس الموازنة بين التطوع والأولويات الأخرى، فأن نضع لنا قائمة بأهدافنا التطوعية التي خرجنا من أجلها أمرٌ في غاية الأهمية، فلماذا خرجت للتطوع؟ وماذا تركت خلفك؟ وفي أي مجال تتطوع؟ وما هي مبادئك التي لا تتنازل عنها مهما كان العمل مفيداً وناجحاً؟، أسئلةٌ مهمة علينا الإجابة عنها نحن معشر المتطوعين.
دعونا نصدق القول مع أنفسنا بأننا لا نهدف للنجاح ولا للتميّز بل نهدف للسواء، نحن لا نحتاج شعباً مليئا بالمميزين بل شعب مليء بالأسوياء، لأن هدف إصلاح البلاد لا ينفك عن هدف إصلاح أنفسنا، فالبداية منك والنفع دائماً لك مادام المنهج واضحاً والأولويات مرتبة.
أضف تعليق