أقلامهم

محمد المقاطع: دول الخليج ستبقى عاجزة عن التأثير المنفرد في الوضع الاقليمي.

الديوانية 
تحديات أمام مجلس التعاون الخليجي 
الاسم: أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع
تواجه دول الخليج المكونة لمجلس التعاون الخليجي تحديات حقيقية في شأن مستقبل كيانها الخليجي والمحددات الإقليمية الملحّة التي تشكلت في السنوات الأربع الماضية، ما يعني ضرورة أن يعيد زعماء هذه الدول رسم خارطة طريق مستقبل مجلس التعاون الخليجي على نحو يأخذ هذه المتغيرات في الاعتبار ويسعفها في تخطي إسقاطاتها وآثارها العديدة. فالمحور الإقليمي الملاصق لهذه الدول القائم على التحالف بين العراق وايران، مع ميلهما الى نزعة ذات نفس طائفي واضح، يضع دول المجلس أمام حالة غير مسبوقة لمثل هذا التحدي، خصوصا في ظل تزايد التطلعات الايرانية في مد نفوذها الى دول المنطقة، وبعد التقارب الأميركي – الإيراني، الذي كان جزءا من المنظومة الأميركية للشرق الأوسط الجديد، والتي بدأتها في العراق، فإنها تعمل اليوم على استكمالها مع إيران، مأخوذة في الاعتبار طبيعة الموقف الأميركي المصلحي في شأن وضع الأزمة السورية التي مال فيها الأميركان الى جوار النظام السوري ضد شعبه، تحقيقا لأهدافه الخاصة، وهو ما انعكس أخيرا في التقارب الأميركي – الإيراني.
إن دول مجلس التعاون الخليجي، في كياناتها الحالية، ستبقى عاجزة على انفراد عن أن تؤثر في الوضع الاقليمي، وهو ما يعني ضرورة اتخاذ خطوة جديدة نحو توحيد السياسات الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي وتوحيد منظومتها العسكرية مع بنية اقتصادية مشتركة، وهذا التوجه ربما يصطدم ببعض التحفظات التي تبديها على وجه الخصوص سلطنة عمان، إلا أنه لا بد من الوصول الى صيغة تتجاوز هذه الإشكالية.
ومن الأهمية بمكان أن نشير هنا الى ان دور مصر والاردن يعتبر حيويا في إمداد دول مجلس التعاون الخليجي في العمق اللازم بالبعد البشري والكوادر الفنية والعسكرية، ما يعني ضرورة ايجاد صيغة يمتد من خلالها التعاون مع هذه الدول عبر قنوات ذات صيغ وحدوية واضحة تعزز كيان هذه الدول حماية لقلب الأمة العربية، خصوصا مع التداعيات المؤثرة على صلابة اليمن الذي يسعى الغرب الى تقسيمه الى دولتين، والوضع القلق للسودان الذي قسمه الغرب الى دولتين، وربما توجد دولة ثالثة، فضلا عما قد يلحق العراق من تقسيمات، وهي جميعها تطورات لا بد ان تساهم بانطلاق مسيرة مجلس التعاون الخليجي بالتعاون مع مستجداتها بطريقة عملية وفعالة لكي تجنب هذه الدول منزلقات مخاطر المستقبل.
اللهم إني بلغت.