أقلامهم

محمد الجمعة: المواطن البسيط يطرح الحلول المناسبة، والحكومة الرشيدة بمستشاريها لا تملك هذه الحلول.

رسائل في زجاجة / حكومتنا الرشيدة
محمد الجمعة
عندما أتصفح الجرائد اليومية للاطلاع على ما فيها من أخبار محلية وسياسية ورياضية تستوقفني بعض الأخبار عن تطوع بعض الشباب في إقامة المعارض والمهرجانات أو عن الإبداعات العلمية والفنية أو حصول أحد الرياضيين على الميداليات الذهبية أو الفضية في سباقات عالمية فردية، وافخر لهذا الانجاز كما يفخر غيري كذلك ولكن ألم تلاحظ الحكومة ذلك، أو لم يستوقفها ما نقرؤه. شباب واعد مجتهد ومبدع يفخر به كل من يرى ويسمع عن هذه الانجازات إلا حكومتنا الرشيدة بوزراء الترشيد والتشاؤم والافلاس، شباب يقيم المعارض والاسواق الخيرية تطوعاً ومن دون مقابل، بحضور من كل الجهات حتى من قبل بعض السفراء الا من الجهات الحكومية التي لم تشارك في حضور أي منها. 
أستغرب من وضع حكومتنا الرشيدة حيث يسود بينها شيء من عدم التجانس والتفاعل مع المواطنين وخاصة الشباب منهم، مع العلم ان حضرة صاحب السمو امير البلاد اعطى الاهتمام الاكبر لقطاع الشباب، والغريب اننا نسمع من الوزراء بأن للشباب النصيب الاكبر من الاهتمام والرعاية وفي الواقع لا اهتمام ولا رعاية. شباب من الجنسين يبدعون ويبتكرون والحكومة أذن من طين وأخرى من عجين، شباب يحبون وطنهم ويناضلون ويجتهدون لرفع علم الكويت خفاقاً بين اعلام الدول والحكومة تستخسر 5 دقائق من وقتها الثمين لاستقبالهم ودعمهم مادياً ومعنوياً (خيرنا لغيرنا ).
وحتى نسترجع مكانة الكويت كسابق عهدها يجب بناء جيل من الشباب المبدع وصرف المبالغ الكافية لهم في كل المجالات العلمية والرياضية والفنية وتسلم هذه المبالغ لهم شخصياً او عن طريق لجان منهم. لقد قرأت عن تطوع شباب بإنشاء سوق «قوت» بدعم مادي ومعنوي من قبل السفارة الاميركية، شباب تطوع بإنشاء القرية الرملية، والتي تعد من اكبر القرى الرملية بمنحوتات ألف ليلة وليلة، شباب فريق الطائرات الورقية يسافر على حسابه الخاص للمشاركة في الاحتفالات الخارجية، شباب فريق الغوص يبذل الجهد والوقت والمال للحفاظ على البيئة البحرية، فرق الزوارق السريعة والدراجات المائية يحصدون الميداليات الذهبية، ولا احد يهتم.
اين الدعم المادي والمعنوي؟، لاسيما وأن دعم مثل هذه الاعمال التطوعية خيرٌ من سفر بعض الوزراء ووكلاء الوزارات الى بعض المهمات الوزارية. كل هذا لأن حكومتنا الرشيدة لاهية مع اعضاء مجلس الامه الموقرين واستجواباتهم الماراثونية. اهمال وعدم اهتمام جعل الكويت تتراجع عالمياً وعربياً واحتلالها بالمرتبة الاولى بالفساد. 
يا حسافة عليك يا كويت العز، ضيعك أبناؤك بصراعات عقيمة تافهة لا تغني ولا تشبع من جوع فانتشر الفساد المالي، والاداري، ولكن أن تقف عجلة التنمية بحجة محاسبة مجلس الامة او تدقيق ديوان المحاسبة فهذا غير مقبول.
هل يعقل ان نتبرع بعشرة ملايين دولار لإحدى الدول لبناء مدينة جامعية متكاملة مع بناء سكن وملاحق للطلبة والمدرسين وفي مدة سنه تقريباً ينتهي العمل ويستدعى مندوب من حكومة الكويت لافتتاح المشروع ونحن مازلنا ننتظر افتتاح جامعة منذ أكثر من سبع سنوات؟، وهل يصدق أن نتبرع لدول اخرى لبناء مستشفيات ومحطات كهرباء ومازلنا نعاني من قلة الأسرة بالمستشفيات وسوء التخطيط وانقطاع الكهرباء بالشتاء والصيف. 
هل يعقل أن المواطنين البسطاء يتكلمون عن الحلول المناسبة لتنمية البلد ولديهم مقترحات والحكومة الرشيدة بمستشاريها ووكلاء وزاراتها ومدرائها لا يملكون مثل هذه الحلول، مبالغ صرفت وذهبت مع الريح بأوراقها إلى مالا نهاية ومازالت وزارة التخطيط تتكلم عن التنمية. 
سؤال حيرني : لماذا وكيف تمت احالة السيد الفاضل فيصل الجزاف على التقاعد وهو الرجل الرياضي والذي اجمع الكل على حسن إدارته لهيئة الشباب والرياضة بأخلاقه ورحابة صدره وتفهمه لمشاكل الشباب والرياضة. فهل يعقل أن يحال الى التقاعد بهذه الطريقة. هل هذا هو مكافأة النجاح. 
اللهم احفظ الكويت وشعبها واميرها وولي عهدها من كل شر ومكروه.