منتصف الشارع
عمان.. التقارب على الورق
الاسم: مشاري عبدالله الحمد
• الدول الخليجية منذ اليوم الاول لاعلان مجلس التعاون الخليجي حتى يومنا الحالي لم تتحرك ضمن خطوة جدية صحيحة واحدة.
هل تريدون أن أبدأ لكم بالمر ام بالحلو؟ تفضلوا لأخبركم عن تجربتين حصلتا معي لنعرف من هم على الاتحاد الحقيقي، وسأبدأ بالحلو أولا، كنت في امستردام، وكنا قد قررنا السفر بالقطار لباريس لأيام ثم الرجوع مرة أخرى لأمستردام، ولكن في طريق عودتي من باريس لأمستردام نسيت الجواز في الفندق، ولم أكتشف ذلك الا عند وصولي للمطار، وأنني أريد العودة للكويت، فما كانت النتيجة الا أنني قد عدت لباريس وحيدا هائما على وجهي يعتريني كل أشكال التعب والهم، ولكن وانا عائد لباريس لتسلم جوازي من الفندق، لم يسألني أحد عن هويتي أو جوازي أو أين انا ذاهب حتى عدت الى الكويت.
الحكاية الثانية، أنني يوما خرجت من حدود البحرين الشقيقة، وعبرت الى حدود المملكة العربية السعودية العزيزة ووصولا للكويت في اثنتي عشرة ساعة، وخلصت الحكاية.. حاولت أن أجعل المر عليكم خفيفا، تخيلوا اثنتي عشرة ساعة لقطع مسافة من المفترض قطعها برقم أقل بكثير من ذلك، لكن هو الواقع نحن نقول اننا اخوة ولساننا واحد وديننا واحد وشعبنا واحد، ولكن لا نعرف هذه الحكاية الا في ممرات الجوازات في المطارات الخليجية،
نحن فعلا لدينا من يريد الاتحاد الخليجي، ولكن على الورق لا شيء ينفع وحده، كنت قد ناديت منذ فترة «بخلجنة» الوظائف، فنحن على سبيل المثال نتعاقد مع المدرسين من كل دول العالم العربي وبعض الاحيان الاسيوي، ولكن لا نتعاقد مع الخليجيين الذين نصحو ونحلم بأنهم اخوتنا.. وهو أقل تقدير.
الدول الخليجية منذ اليوم الاول لاعلان مجلس التعاون الخليجي حتى يومنا الحالي لم تتحرك ضمن خطوة جدية صحيحة واحدة، وكل ما حصل كان عبارة عن مؤتمرات عربية خالصة ينتهي تأثيرها بانطفاء آخر لمبة في قاعة الاجتماعات.
ان كنا نتحدث عن الوحدة الخليجية فلنكن جادين، ولنبدأ على الاقل بالمشاريع الملموسة للمواطن الخليجي، من تبادل خبرات حقيقي وفتح الحدود بصورة حقيقية، وبعدها يجب أن نستغرب من موقف عمان الشقيقة كون ما يحصل الان هو المستغرب، فنحن متقاربون على الورق متباعدون بالواقع… ودمتم.
• نكشة القلم
قد تكون سلطنة عمان لها حساباتها الخاصة السياسية في رفض الاتحاد الخليجي، ولكن بلغة رجل الشارع لا تلام.
مشاري عبدالله الحمد
أضف تعليق