ملف الصراع مع طهران
محمد سعود البنوان
اعطاء السلام فرصة ليس هو الحل المثالي طالما ان العدو يستغله لاعداد العدة لحرب جديدة ربما لا يدرك كثير من سياسيي الخليج هذه الحقيقة ولكن الواقع يؤكد انهم يدركون انهم يخوضون حربا مستمرة مع طهران منذ زمن بعيد دون تحقيق انتصار فعلى على اي مضمار فيها سواء كان سياسيا او عسكريا “” حرب باردة “” او سمها ما شات فالحرب حرب وان تعددت اوصافها ولكن الاشكالية تكمن في نتائجها وهي التي قد تؤثر على واقع ابنائنا واحفادنا وربما على واقعنا نفسه لسنين طويلة ان لم نتدارك الاخطاء الماضية والتي ارتكبتها القيادات اياها خلال المراحل الزمنية السابقة للتاريخ الخليجي وما الحال التي نعيشها حاليا الا نتاج واضح لسياسة الاعتماد على الغير وتقديم التنزلات تلو التنازلات لاطراف لا تنو لنا خيرا وهي السياسة نفسها التي افقدتنا البلاد لاكثر من 8 اشهر تحت حكم البعث تسعينات القرن الماضي ان من اولى اولويات المرحلة القادمة ان نعيد ترتيب اهدافنا المستقبلية وطريقة ادارتنا لملف الصراع مع طهران وان نضعه ضمن اطاره الحقيقي دون رتوش تجميلية فالصراع بيننا يتجاوز مرحلة تقديم التنزلات للوصول لسلام تتفق عليه جميع الاطراف ليصل لمرحلة الافناء فاحد الطرفين يجب عليه ان يفني الطرف الاخر غالبا ومن الاجدى الا نكون نحن الطرف الخاسر ان ابعاد الصراع مع ايران ترتكز حول مقومين اساسيين الاول القومية ثم المذهب وفي الغالب تكون نظرة الايرانيين انفسهم للقومية اكثر شمولية فاصرارهم على تسمية الخليج العربي بالفارسي يؤكد نياتهم الاستعمارية بينما تحريك اطراف محلية داخلية ضمن اطار المذهب هو مجرد غطاء لتلك النوايا وعليه فان اخراج دائرة الصراع من اطارها الوطني الضيق لتشمل الجانب العقدي سيؤدي بطبيعة لتعديل معادلة الصراع المائلة لصالح ايران لتصبح في كفة دول الخليج المغلوبة على امرها فالقومية الايرانية كقوة مادية يمكنها هزيمة النزعة القوميةالعربيةولكنها تقف عاجزة في مواجهة العقيدة الاسلامية ببساطة لان الحرب حينها ستخرج من عباءتها الاقليمية لتصبح حربا دينية وبمفهوم النسبة والتناسب سنجد ان قدرة دول الخليج للحشد حينها من مختلف الدول العربية والاسلامية ستفوق قدرات ايران واذرعها في المنطقة وسينظر اصحاب القرار السياسي في ايران لها في ذلك الوقت من منظور قدرتهم على مواجهة مد سني يشمل اجزاءا كبيرة من العالم مما قد يهدد مصالحهم القومية بل ويهدد نظامهم نفسه حينها يمكن القول ان الخطر الايراني سينحسر بشكل قد يسمح للانظمة الخليجية ان تعيد التفكير مرتين في طريقة ادارتها لبلدانها وان تتبين حقيقة تحالفاتها السابقة وان تتعامل مع الدين كمنهج حياة لا كوزارة تشرف على ما مراقبة الخطباء وما يقولونه..
أضف تعليق