آراؤهم

قطر.. وحزب الله

زيارة سفير قطر التعارفية لحزب الله في لبنان ليست مفاجئة كما أنها قد لا تكون الأولى من نوعها لمسؤول خليجي يجري زيارات من هذا النوع فسياسة الانفتاح على جميع الأطياف السياسية الدولية كانت ولا تزال هي سياسة الدوحة وطموح قيادتها في تكوين راي قوي يسمع في المنطقة لا يزال باقيا وان تغيرت قياداتها ولكن السؤال المطروح يكمن في ماهية تلك الملفات التي قد تطرح في هذه الزيارة ( التعارفية ) ما الذي قد يطرحه القوم وما الذي قد توصلوا اليه وما هي نقاط الاتفاق والاختلاف التي تمخضت عنها تلك الزيارة في الحقيقة ومن وجهة نظر متواضعة فان الملفات المطروحة لن ترقى الى مستوى اعتراف حقيقي من دول الخليج بذلك الكيان لاعتبارات كثيرة فهم اي مسؤولوا دول الخليج المتصورون يدركون ان طريق المفاوضات مع طهران اقصر من طريق المفاوضات مع حزب سياسي تابع لها  في بيروت كما انهم يدركون ان اي تفاوض او اتفاق مع ذلك الحزب لن ياخذ حيز التنفيذ دون التوقيع عليه من راس هرم النظام الايراني وثانيا فان حزب الله نفسه يدرك ان تدخله في سوريا وهو احد اهم اسباب الخلاف مع الدوحة ودول الخليج الأخرى  ليس قراره وانما قرار ايران نفسا وعليه فان تقديمه اي تنازل في هذا الملف قد يخنق قيادته مستقبلا وقد يكون اغتيال حسان اللقيس ما هو الا جزء من ذلك السيناريو المحتمل لتصفية اي قيادة تخرج من طاعة العباءة الايرانية وثالثا فان الحرائق المفتعلة في الدوحة ومنها مجمع فلاجيو والذي ادعي ان سببه ماسا كهربيا قد يكون لذراع الحزب الاستخباري دور فيه وما العمليات الإجرامية التي نفذت في ثمانينات القرن الماضي في دول الخليج الا شاهد على قدرة الحزب لاختراق منظومة الأمن المتهالكة عندنا والتي لا تميز الا من تامر باعتقاله .
اذا فدور هذه الزيارة في الغالب لن يكون كما يتصوره البعض وإنما قد يكون جسا لنبض قيادات الحزب من تدخلهم في سوريا وما اذا كان من الممكن ان تستخدم حالة تململهم من ذلك التدخل  ان وجدت كورقة في المفاوضات مع ايران كما ان ملف الاجئين السوريين في لبنان قد يكون له حيز من تلك الزيارة خصوصا     مع الانتهاكات الطائفية  الخطيرة  الموجهة اليهم لاعتبارات مذهبية ويمكن القول ان زيارة السفير القطري ليست عبارة عن وساطة او تمثيل لرأي جميع دول الخليج خصوصا مع الاختلافات الكبيرة بين قيادات تلك الدول نفسها ولكنها ان وظفت كما ينبغي فيمكن القول ان النتائج المستخرجة من ورائها قد تضع المنطقة مجددا في واجهة الأحداث بشريطة تغيير كامل للسياسات الخارجية والداخلية الفاشلة المتبعة وان يتم إدراج الصراع في دائرته العقدية وليس القومية وقبل كل هذا ان نعلم ان طاعة الخالق فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر هو السبيل الحقيقي لامننا المنشود قال تعالى (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)