أقلامهم

مقال ساخن
“النصف” خالعًا رداء المدافع عن السلطة: دولة الكويت العميقة تحرّف البرلمانات المنتخبة من الشعب

بعد أن وصلت النار إلى ثيابه، خلع “سامي النصف” عباءة المحامي المدافع الدائم عن السلطة، وتحوّل للحديث عن الدولة العميقة بعد إقالته من “الخطوط الجوية الكويتية”.

“النصف” في مقاله المنشور بالأنباء كشف عن سياسة الدولة العميقة، التي تختبئ منظومتها الخفية داخل الدولة المعلنة، وتكون لها سلطة فوق سلطة الشعب ولا تعتمد على شخوص معينة.. ويرى بأن هذه الدولة تعتمد على 3 أضلاع، الأول من بعض رجال الحكم، والثاني من قلة من الفعاليات الاقتصادية، والثالث حاشة تستفيد استفادة مباشرة من الفساد.

وشبّه “النصف” هذه الحالة التي يرى بأن الكويت وصلت إليها بالحالة التركية، وما تسير عليه الآن مصر.

سبر رأت بأن التحوّل في رأي “النصف” وما طرحه يستحق أن يكون مقال اليوم الساخن:-

الدولة العميقة في الكويت!
بقلم: سامي النصف
العزاء الحار للصديق العزيز الشيخ سلمان خالد الصباح بوفاة السيدة حرمه (أم أسامة) التي يحسب لها وطنيتها المتوثبة، حيث تم الغزو الصدامي وفلذات كبدها الصغار في زيارة لوالدهم في دبي، وأتيحت لها أكثر من فرصة للخروج واللحاق بهم، إلا أنها أبت وقررت إما العيش في الكويت أو الموت فيها، فللفقيدة الرحمة والمغفرة، ولأهلها وذويها الصبر والسلوان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
>>>
«الدولة العميقة» هو مصطلح بدأ استخدامه في تركيا (Deep state) ليظهر منظومة الدولة الخفية المتكونة داخل الدولة المعلنة للحفاظ على جملة مصالح تؤمن بها حتى لو كانت على حساب الحكومات المنتخبة من الشعب والتي أطاحت بها كتلة الدولة التركية العميقة أعوام 1960، 1971، 1980 و1997، وفي مصر يتم هذه الأيام استخدام مصطلح الدولة العميقة للدلالة على المؤسسات التي تعمل بالباطن على بقاء الأوضاع المتوارثة مهما تغيرت الشخوص والواجهات المعلنة.
>>>
في الكويت تحركت أعمدة الدولة العميقة أعوام 67، 76 و86 لتحريف أو حل البرلمانات المنتخبة من الشعب، وعاد التحرك مرة أخرى قبيل غزو 90 لإنشاء مجلس وطني «بديل» مع تهديد مباشر لمن يقوم بمقاطعة انتخاباته، وتم إصدار الأوامر لبعض المسؤولين للتصدي لتجمعات الاثنين مما اضر بسمعتهم رغم أنهم كانوا منفذين لا صانعين لتلك السياسة التي أرسلت رسائل خاطئة لذئب الشمال واستمرت الدولة العميقة بالعمل حتى ابان مؤتمر جدة مما كاد يفشله وبعد التحرير عبر إفساد الانتخابات بشراء الأصوات.
>>>
يرى مراقبون أن أعمدة الدولة العميقة في الكويت تقوم على مثلث يتكون ضلعه الأول من بعض رجال الحكم وضلعه الثاني من قلة من الفعاليات الاقتصادية المؤمنة بمبادئ الليبرالية المتوحشة المعادية بطبعها للإصلاح ورفاه الشعب، والثالث من حاشية وقوى سياسية وإعلامية تستفيد استفادة مباشرة من الفساد المالي والإداري القائم في الدولة، ويتحرك مثلث الرعب دائما للبطش بمن يقف عثرة في طريقه ولا يشارك في عمليات الإفساد المدمرة التي يقوم بها.
>>>
آخر محطة: سيتكفل التاريخ والمخلصون من الكويتيين بتسليط الضوء على من يحرك الدولة العميقة في السر والتي أدت بالكويت للكوارث التي انتهت بالغزو والصورة القاتمة لمستقبلها.