همس اليراع
رفاهية «اسمعني».. وصرخة «اسمعونا»
سلطان بن خميّس
-1
اسمعني .. فيلم قصير يتكلم عن معاناة أبناء بعض الشخصيات يملكون من المال مالا يعد ويحصى -والله يزيدهم- … «مساكين» معاناتهم تكمن في البيروقراطية التي تعطل أعمالهم التجارية !.. «مساكين» يدفعون رشاوى تصل لـ 700 دينار لينجزوا معاملاتهم في إحدى الوزارات .. «مساكين» لديهم محال تجارية السلع فيها غالية ولكنها بالنسبة لهم مشروع أو «مشيريع» صغيّر ..!!.. فيلم ومونتاج وقناة مشهورة تتبناه .. فقط لأجل تنمية مشاريعهم ، مع أن الواحد فيهم ، لو أمر أحد أفراد عائلته لأنجز اعمالهم ومشاريعهم وهو يحتسي فنجان قهوة الصباح !!..
بل أنتم ومن توجهون النداءات لهم، كان يفترض عليكم أن تسمعوا نداء الشعب أولا ، وكان يفترض أيضا أن تكون مادة الفيلم هي المعاناة الحقيقية واليومية التي يعيشها الشعب.. اسمعوا لمطالبنا، وهي حقوق وأساسيات يفتقدها المواطن.. اسمعونا ونحن نقول لكم وبصوت عال مللنا من الفساد والمحسوبيات التي تصب في صالح القطط السمان وبعض الشيوخ والمتنفذين .. اسمعوا نداء أهالي محافظة الأحمدي الذين يطالبون بمستشفى غير مستشفى العدان اليتيم ، اسمعوا نداءهم وهم يتمنون رؤية جامعة ومعهد في محافظتهم بدلا من معاناتهم مع بعد المسافة والزحمة المرورية.. اسمعوا نداءهم وهم يحكون لكم عن معاناتهم مع الصحة المدرسية التي تجبر المواطنين والوافدين من جميع مناطق المحافظة على الحضور الساعة الرابعة فجرا ليحجزوا دورا لأبنائهم من خلال وضع هوياتهم على الشباك انتظارا لحضور الموظف في الساعة السابعة، لأن بعد السابعة بنصف ساعة لاتوجد أرقام للمراجعين !!..
اسمعوا لأغلبية الأصوات في جميع محافظات الكويت، التي تحكي لكم منذ عقود عن معاناتهم ولا ترى منكم سوى التجاهل والازدراء .. وأما جماعة «اسمعني» فلا أرى في مطالبهم سوى «الرفاهية» مقابل الوضع المزري في عدم وجود المنشآت التي تخدم جميع أبناء الكويت بشكل مباشر.. لذلك نبشر جماعة «اسمعني» بنجاح الفيلم وببروز النجوم الذين أدوا الأدوار وبمهارة ، وقريبا ستُرغم الحكومة على مكافأتهم بجائزة أوسكار..!
أضف تعليق