أقلامهم

الرويحل: انتهاء دولة الرفاة هو بداية لدولة الفساد

دولة فساد مش دولة رفاة !
محمد الرويحل
-1
 من الطبيعي أن يتقبل المواطنون اعلان الحكومة ورئيسها خبر انتهاء دولة الرفاة في حال أنهم فعلا قد عاشوا وشعروا بهذه الرفاهية ونعموا بها وبثرواتهم المهدرة والغائبة عنهم ، ولكن حين يرون تلك الرفاهية وتلك الثروات قد خصصت للمتنفذين ولرفاهيتهم ولغيرهم ممن محسوب عليهم وعلى حكومتهم حتما يرفضون هذا التصريح وينتقدونه ، ومن الطبيعي أن يتقبلوا هذا الخبر بصدر رحب لو أن العجز الذي تدعيه الحكومة قد جاء بسبب صرف الحكومة لتلك الأموال الهائلة على رفاهية شعبها ، فلا أزمة اسكانية ولا أزمة تعليمية ولا أزمة صحية ، ولا مشكلة مرورية أو مشكلة كهربائية أو غيرها من المشاكل التي أرهقت المواطنين ، ولكن أن يتقبل المواطن ذلك الخبر وهو يرى بعينه بذخ حكومته ومصاريفها بهذا الشكل العبثي ، ويرى هباتها لدول أخرى بهذه الصورة العبثية ، ويسمع بالأرقام الفلكية للمناقصات والمشاريع التنفيعية و عن المليارات التي تذهب لتحسين الخدمات وبناء المستشفيات والمدارس والجامعات لدول لم يسمع بها من قبل فحتما لن يتقبل هذا الخبر ولن يرضى به بل ومن حقه أن يطالب بمحاسبة الحكومة التي أهدرت أمواله بهذه الصورة الفاضحة، ومن الطبيعي أن يتقبل المواطن هذا التصريح بشكل عقلاني لو أن هناك قانونا ودولة مؤسسات ومحاسبة للفاسدين، ولكن من الطبيعي ألا يتقبل مثل هذا التصريح والفساد قد نخر معظم أركان الدولة والمفسدين تمكنوا من القرار فيها..
 
يعني بالعربي المشرمح
 
لو صرحت الحكومة بانتهاء دولة الفساد وبداية دولة القانون والمؤسسات والمحاسبة وعملت الحكومة لذلك ثم جاءت بعدها لتعلن عن انتهاء دولة الرفاة لكان الأمر مقبولا ومنطقيا ولكن أن يصرح بانتهاء دولة الرفاة في مثل هذه الظروف فحتما سيكون لدى المواطن قناعة بأن انتهاء دولة الرفاة هو بداية لدولة الفساد التي تسببت في هدر وضياع أموال الأمة..