أمين معرفي: فساد سياسي مستشرٍ في جسد الأمة، مرجعه فساد أخلاقي يزداد استفحالا وينتشر كالسرطان.

سوالف الديرة 

الاسم: أمين معرفي

الواقع على الساحة مرير إلى درجة أمرّ من الحنظل بسبب بعض من بيدهم القرار في مجال عملهم.

حصلت الكويت على مركز متقدم عالمياً ومن دون منافس في الفساد، الذي تتنوع اشكاله، كالمحسوبية والرشوة والابتزاز وممارسة النفوذ والاحتيال ومحاباة الأقارب، والذي ينخر في جسد الدولة بفضل البعض من شياطين الإنس أصحاب الذمم الفاسدة، الذين يقتاتون مما لذ وطاب على موائدها على حساب الغالبية العظمى من أبناء الديرة. فالواقع على الساحة مرير إلى درجة أمرّ من الحنظل بفضل البعض من أصحاب السعادة والمعالي الكرام، الذين بيدهم القرار في مجال عملهم ويسيئون استخدام السلطة العامة لأهداف غير مشروعة لتحقيق مكاسب شخصية، وتحت إمرتهم الكثير من خيرات البلاد التي يسيل لها لعابهم، لعدم وجود المحاسبة الدقيقة وطرق التلاعب المتعددة التي لا يستطيع أحد الوصول إلى دهاليزها، بسبب التشعبات الكثيرة والعراقيل التي تكتنفها. فهم أصحاب السعادة والمعالي ذوو الخبرة والحنكة السياسية، الذين لديهم القدرة على طمس الحقائق عندما تفوح رائحة الفساد من حولهم، ولديهم قدرة عجيبة على تغيير الحقائق لمصلحتهم، لا يجاريهم فيها حتى إبليس اللعين، إنهم أصحاب السعادة والمعالي المعطلون للكثير من المشاريع التنموية في البلاد، لأنها تقلل من فرص حصولهم على كامل الخيرات التي يتنافسون ويستميتون في الحصول على جلّها قبل الآخرين. فما مشكلة الإسكان يا أصحاب السعادة والمعالي إلا من صنيعكم، وما مصيبة الخطوط الجوية الكويتية إلا من تدبيركم، وما تردي الخدمات الصحية والتعليمية وفساد أجهزة البلدية والشؤون وتعطيل تطوير خدمات الكهرباء والماء إلا من تخطيطكم، وما تردي الوضع الأمني وتفشي الجريمة بالبلاد إلا بسبب تدخلكم في تعطيل العدالة من إجل معارفكم، وما تأخر الدولة عن اللحاق بركب الآخرين إلا لفساد ذممكم. فيا أصحاب السعادة والمعالي إنه فساد سياسي مستشرٍ في جسد الأمة، مرجعه فساد أخلاقي يزداد استفحالا وينتشر كالسرطان، ويهدد بنسف كل ما تبقى لنا من أخلاقيات موروثة إن كان ما زالت لنا فعلا في الأخلاق بقية.

اللهم احفظ الكويت وقادتها وأهلها من كل مكروه.