آراؤهم

خسارة حقل الدرة

تاثير التحالفات الاستراتيجية اكبر بكثير مما نتصور , فبروزها على الواقع سيغير شكلا ومضمونا طريقة ادارة الصراعات السياسية كما انها قد تؤثر في جوانب اقتصادية ذات اهمية على المدى المنظور , هذه الحقيقة قد لا يدركها العامة ولكنها تعتبر من المسلمات عند السياسيين وغيرهم من المحللين , ولكن السؤال يبقى الى اي مدى من الممكن ان تصل تاثيراتها ان تحدثنا عن رقعة جغرافية صغيرة مثل الخليج العربي , في الواقع يمكن القول ان بروز التقارب الايراني الامريكي والذي كان متوقعا سلفا سيكون له انعكاسات خطيرة ليس فقط على مناطق النفوذ وانما حتى على المستوى موارد الدخل وهو ما يهم شريحة كبيرة من المجتمعات الخليجية , فالخلافات مع ايران لم تكن فقط خلافات سياسية او مذهبية او محاوة فرض للراي  وانما تعدتها لتصل الى الجانب الاقتصادي كجانب اخر مهم في الصراع الدائر حاليا وان نظرنا بشكل اعمق لدائرة الصراع نجد ان طموحات الحكومة الايرانية في السيطرة على الموارد النفطية البحرية لا تكاد تخفى على المتابعين ويمكن ان نضرب لهذا الامر مثالا فحقل الدرة على سبيل المثال وهو لمن لا يعرفه حقل بحري يقع في منطقة مغمورة على الحدود البحرية ان جاز التعبير بين كل من الكويت والسعودية يمكنه انتاج اكثر 600 مليون متر مكعب م الغاز يوميا ويوجد به احتياطي غازي يصل الى 60 تريليون متر , هذا الحقل تم الاعتداء عليه مجازا من قبل محمود زيركجيان زاده وهو مدير وهو رئيس شركة نفط الجرف القاري الايرانية الحكومية عندما قال بنص العبارةة في الاول من يناير 2012  ونقلته رويترز  : اذا تم رفض دبلوماسية ايران الايجابية فسنمضي قدما في جهودنا لتطوير حقل اراش”” الاسم الفارسي لحقل الدرة “” من جانب واحد كما فعلنا في حقل هنغام”. كان هذا التهديد كافيا لتستشعر حكومة البلاد النايمة في العسل خطورة الامر لترسل من بعدها في الرابع من يناير من نفس العام مذكرة احتجاج للسفارة الايرانية توضح فيها ان بالحق في الحقل هو لكل من الكويت والسعودية مع شجب اي محاولة احادية الجانب للتنقيب دون التوصل لاتفاق مشترك انتهى 
والان وبعد مرور ما يقرب من عامين على هذا الشجب ودون بروز اي تطورات جديدة في قضية هذا الحقل حسب علمي قد نجد انفسنا مجبرين “” عبر ضغوط امريكية ” على تسليم الحكومة الايرانية نصف هذا الحقل تقريبا ,ولا غرابة فالاتفاق الايراني الامريكي قد يشمل في طياته اقتسام مناطق النفوذ الاقتصادية , كما قد يكون حقل الدرة احد بنود ذلك الاتفاق 
 
قد يكون هذا الامر جزءا من المشكلة فطبقا لتقرير لمؤسسة البترول الكويتية فان البلاد ستحتاج الى 4 مليارات متر مكعب من الغاز يوميا بحلول 2030 وهذا يعني ان خسارة هذا الحقل قد تجعلنا مجبرين على استيراد الغاز من دول اخرى مما سيؤثر على ميزانية البلاد السنوية بطبيعة لحال وسيوفر للحكومة  عذرا جديدا في تاخر مشاريع التنمية . وفي المجمل فان خطورة هذا الامر قد لا يكون سوى جزء صغير من تداعيات الازمة وهو نذير شر يبين مدى خطورة الاعتماد على حليف لا يعتمد سوى لغة المصالح ولا يوجد بيننا وبينه اي نوع من انواع التوافق التاريخية او الدينية او اللغوية فمتى سنخرج من عباءة التبعية الامريكية لنضع تحالفاتنا في مكانها الصحيح بدلا من معاداة من نهانا الله عن ماعداتهم …
محمد سعود البنوان 
 
 
@banwan 16

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.