أقلامهم

أحمد المري: العنف بسبب شعور الشباب بعدم الاهتمام من الحكومة أو المجتمع.

ظاهرة العنف بين الشباب.. الأسباب والعلاج
حمد سالم المري
لم يعد الشعب الكويتي يشعر بالصدمة جرّاء حوادث العنف التي يروح ضحيتها بعض الشباب وآخر هذه الحوادث قتل شاب بالرصاص في مخيمات بر الوفرة وحرق جثته. فرغم فظاعة هذه الحادثة وشناعتها إلا أن الشعب الكويتي أصبح يراها أمراً عادياً يتكرر بعد أن سبقتها الكثير من حوادث العنف والقتل مثل قتل الطبيب في احد المجمعات التجارية الكبيرة وقتل شاب خلال اعمال عنف ومشادات مع شباب يماثلونه في العمر في مجمع آخر وكذلك ظواهر أعمال العنف والشغب في طوارئ المستشفيات والتي يمارس فيها الضرب بالعصي والآلات الحادة. فهذه الظواهر تجر الشباب الكويتي إلى الفوضى وعدم احترام القانون وصيانة حرمة الدم اذا لم يهب المجتمع لوقفها بالتعاون مع الحكومة. وللوقوف في وجه هذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع الكويتي لابد أن نعرف الأسباب والتي منها عدم الاهتمام الأسري بالأولاد والتهاون في تربيتهم تربية صالحة وعدم مراقبة تصرفاتهم مراقبة مسؤولة صحيحة لا تصل إلى مرحلة التجسس كما يفعل بعض الآباء لأن التجسس يؤدي إلى انحراف الأبناء أكثر وفقدانهم الثقة في والديهم.وأيضا من أسباب انتشار هذه الظاهرة تأثر الشباب بأفلام الأكشن والعنف وتأثرهم أيضا بألعاب الفيديو المحرضة على العنف والتي تصور هذا العنف بأنه بطولة ورجولة. ومن الأسباب أيضا شعور الشباب بعدم الاهتمام به سواء من الحكومة أو من المجتمع فليس هناك برامج أو مرافق رياضية أو ثقافية أو اجتماعية أو ترفيهية عامة يستطيع الشباب من خلالها تنفيس طاقاتهم تحت اشراف اخصائيين وتربويين.ومن الأسباب الرئيسية لعدم اهتمام الآباء بالأبناء الترف المادي الذي يسعى الآباء إلى توفيره لأبنائهم فيشب هؤلاء الأبناء على هذا الترف فيرون في أنفسهم أنهم الأفضل من غيرهم وأن أي شيء يريدونه لابد ان يحصلوا عليه. فالكثير من الآباء للأسف لم يهتموا بتربية أبنائهم على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وتعزيز مفهوم الحرام والحلال بشكله الصحيح. فالشاب لو علم ان الاعتداء على الأنفس حرام وأن العفو من شيم الإسلام لما أقبل على العنف.كما ان خروج بعض الفتيات إلى المجمعات التجارية بلباس فاضح غير محتشم يعزز من أعمال العنف بسبب تحرش الشباب بهن، وكذلك قيام البعض بالتوسط لمن يرتكب أعمال عنف لوقف تطبيق القانون عليهم ساعد في تمادي البعض في ممارسة التحرش بالبنات حتى لو تحول تحرشه إلى شجار وأعمال عنف مع ذويهم. وقد ساعدت وسائل تكنولوجيا الاعلام والاتصالات الحديثة في تقوية ظاهرة العنف لدى الشباب بعد ان اصبحوا يشاهدون ويسمعون أعمال العنف التي تحدث حولهم والتي يجسدها مروجوها على أنها أعمال بطولية.وبعد معرفة بعض أسباب انتشار ظاهرة العنف بين الشباب لابد من علاجها من خلال قيام الأسرة بواجبها الصحيح في تربية أبنائها تربية صالحة على الكتاب والسنة كما يجب على وسائل الاعلام توعية الشباب بخطر هذه الظاهرة على مستقبلهم الشخصي وعلى مستقبل البلاد أيضاً كما تقع على وزارة الداخلية مسؤولية كبيرة في الحد من هذه الظاهرة من خلال تكثيف الوجود الأمني في الأماكن العامة وردع الشباب المستهتر قبل ان ينخرط في عمليات عنف مع الآخرين وتطبيق القانون بشكل حازم دون تدخل الواسطة والمحسوبية. أسال الله تعالى ان يحمي شبابنا من كل شر وأن يجعلهم هداة مهتدين ويجعلهم سندا وذخرا لهذا البلد.