أقلامهم

ناصر المطيري: لست متشائماً ولكنه الواقع مشؤوم، وكل حكومة وأنتم بخير.

خارج التغطية
حكومة تلد أخرى
ناصر المطيري
لم يعد خبر استقالة الحكومة مثيراً للاهتمام والترقب لأن البديل للحكومة المستقيلة نسخة معدلة لكنها غير منقحة.
فالحكومات في الكويت تتناسل وتتوالد وتتوارث السنين تلو السنين من عمر هذا الوطن الجريح الذي تفشت فيه أمراض مستعصية، وجروح لاتندمل.
ماذا تعني استقالة الحكومة في الكويت؟ وماذا ننتظر بعدها؟ بالنسبة للشق الأول من السؤال فالمبررات غالباً هروب من مواجهة سياسية، والاستقالة مخرَج سهل لدفن المساءلة وطمطمة الخلل الفاضح وحماية وزير أو رفع الحرج عن حكومة لاتجد مايستر عيبها.
أما السؤال عما ننتظر بعد الحكومة المستقيلة،  فالنهج واحد لم يتغير وإن تغيرت بعض الوجوه، فالتغيير محدود والتدوير هو الطابع المميز لحكوماتنا المتوالدة.. فالحكومة الجديدة القادمة وريث شرعي لسابقتها، وسوف تكون أمينة على التركة وبالجمل وما حمل.
حالة عدم الاستقرار السياسي للحكومات والمجالس النيابية أصبحت سمة من سمات الكويت في السنوات الأخيرة، وهذا مايترتب عليه تراكم الخلل والفساد دون علاج أو مواجهة حقيقية، فإذا كان معدل عمر الحكومة في الكويت في السنوات العشر الماضية لايتجاوز السنة وأربعة شهورتقريباً – حسب الدراسات الإحصائية – فإن هذه المدة لاتكفي لتنفيذ خطة عمل في أصغر وزارة في الحكومة، ناهيك عن غياب الرؤية والخطة الحكومية الشاملة والجادة، لذلك اتصف العمل الحكومي في بعض الأحيان بالعشوائية.
لايمكن أن نتحدث عن تغيير إصلاحي في أي حكومة قادمة مالم يبدأ التغيير في نهج التوزير، فأسس اختيار الوزراء التقليدية التي تعتمد التسويات والترضيات الاجتماعية والتوازنات الأسرية والسياسية كأسلوب لتوزيع الحقائب الوزارية لن تقدم لنا بديلاً ناجحا مختلفا، لأن ذلك الأسلوب يهدر قيمة الكفاءة وهو ماينعكس حتماً على مستوى الأداء  الحكومي.
أقول هذا الكلام وأنا لست متشائماً ولكنه الواقع المشؤوم الذي يفرض علينا أن ننظر للأمور بعين الموضوعية والواقعية ونترفع على المجاملة لكي تكون الكلمة أمينة من باب الحرص والخوف على مستقبل هذا الوطن الجميل، وكل حكومة وأنتم بخير.