تحقيقات

كويتيون بدون لـسبر: الراتب ما يكفي الإيجار

  • صلاح العامري: عوائل “البدون” يعانون من ظاهرة ارتفاع الإيجارات
  • منصور حسن: من أين نأتي بالإيجار والراتب على بعضه 200 دينار؟
  • وليد الطرفي: “المصعد” بالبناية اصبح محور في رفع الإيجار
  • سليمان الفضلي: ماذا يفعل المتزوج إذا لم يحصل على شقة مناسبة؟
ارتفاع أسعار إيجارات الشقق والمنازل أصبح اشبه بالكابوس الثقيل المفزع الذي يشكل ضغوطات نفسية كبيرة على فئة ” الكويتيين البدون” من أصحاب الدخل المتوسط، وبات البحث عن مسكن ملائم ومناسب تدخلهم في دوامة العناء والتعب حفاظًا على الدخل الشهري الضعيف الذي تلتهمه أسعار مستلزمات المنزل من مواد غذائية واستهلاكية.
سبر التقت مع بعض البدون الساكنين في الشقق، حيث وصفوها بأنها لا تصلح للسكن لضيق مساحة الغرف الذي لا يناسب عدد العائلة، مع ذلك يصل إيجارها إلى 185دينارًا، وأعربوا عن امتعاضهم تجاه ارتفاع الشقق التي تعبر سببًا كليا في تغيير سياسة صرف الراتب الذي يحسب له ألف حساب.
وتمنوا من الجهات المسؤولة بوضع حد لظاهرة الارتفاع الهائل في الإيجار حتى لا تستفحل أكثر من اللازم، وبناء وإنشاء مدينة خاصة للعزاب لتخفيف الضغط والازدحام عن المناطق السكنية التي تقطن بها العوائل.
العامري: نسكن الحساوي للبحث عن الإيجار الرخيص ولكن نفقد راحتنا  
حيث قال صلاح العامري إن أغلب البدون يعانون من ظاهرة ارتفاع إيجارات الشقق، وتعتبر قضية حساسة لذوي الدخل المحدود، مشيرًا إلى أن بعضهم يقطنون في منطقتي جليب الشيوخ والحساوي، للحصول على غرف رخيصة الإيجار، في المقابل يخسر ذلك ثمن راحته في تلك المنطقتيّن اللتيّن تحوي على العديد من الجالية الآسيوية التي خلفت الكثير من السلبيات، موضحًا أن الغرفة الواحدة ارتفع سعرها إلى أكثر من 70 دينارًا خلاف السنوات الماضية.
ووصف ظاهرة ارتفاع الإيجارات المنازل والشقق بالوضع الرهيب وغير منطقي، وظاهرة تستحق الدراسة العميقة للتوصل للحلول المناسبة تساعد في حفظ الراتب، مشيرًا إلى أن الامر يمثل استغلال واضح لحاجة أساسية لا يمكن الاستغناء وهي السكن، وامتد الأمر في تأثر النواحي الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي يعيشها المستأجر في تدبير مبلغ الإيجار الذي يلهم ضعف الراتب. 
منصور حسن: أفضّل السكن في المناطق البرية 
“من أين نأتي بالإيجار والراتب على بعضه 200 دينار” بهذه العبارة بدأ منصور حسن امتعاضه الشديد من الإيجار، مفضلًا بالسكن في المناطق البرية بعيدًا عن جشع بعض التجار في رفع الايجارات.
وقال حسن أن بعض الشقق لا تصلح للسكن الآدمي، فهي تبدو كمسكن الأشباح، مليئة بخيوط العناكب وتشقق الجدران فضلًا عن خرير الأمطار التي ما جعل الشقة سوءًا على سوء، مشيرًا إلى أن بعض العوائل تسكن هذه المساكن لكونها أرخص من الموجود.. وتمنى من الجهات المسؤولة بوضع حد لظاهرة الارتفاع الهائل في الإيجار حتى لا تستفحل أكثر من اللازم.
الطرفي: الإيجارات.. كابوس ثقيل 
أما وليد الطرفي فقال أن ارتفاع الإيجارات المتواصل لا يعكس مبدأ العرض والطلب الذي يحكم سعر أي سلعة تجارية أو عقار، حيث إن الايجارات اصبحت شبيهة بالكابوس الثقيل يفزع مضاجع الكثيرين خصوصًا ذوي الدخل المحدود الذين لا يستطيعون تسديد مبلغ الإيجار المرتفع.. وأشار إلى أن البعض من فئة “البدون” لجؤوا إلى بعض المناطق كضاحية سعد العبدالله وعبدالله المبارك وكلتا المنطقتيّن تشتهر بغلاء الإيجار فيها، وبعض أصحاب الشقق استغلوا حاجة العوائل إلى شدة حاجتهم إلى مسكن، وأكد أن البعض منهم يرفع الإيجار والسبب أنه يوفر للمؤجرين المصعد خصوصًا أنها تتعطل في بعض الأوقات، فضلًا عن عدم توفير موقف للسيارة. 
سليمان الفضلي لا يستطيع الزواج.. بسبب الإيجار 
سليمان الفضلي المقبل على زواج يضرب كفًا بكف، حسرة على موعد زفافه الذي لم يستطع تحديد موعد له حتى الآن، والمتوقف على إيجاد شقة تتوافق مع مستوى دخله الذي لا يتجاوز 200 دينار، بيد أنه حتى الان لا يحصل على شقة ملائمة تتفق مع دخله الشهري، لافتًا أن الشقق في محافظتيّ الجهراء والفروانية تتراوح من 180 الى 300 دينار.
وأضاف: “من غير المعقول أن تتعطّل أمورنا في الفرح والسبب إيجاد الشقة، فماذا يفعل الشخص المقبل على الزواج إذا لم يحصل على شقة مناسبة له”.. وأكد أن جشع البعض ذهب بهم إلى استغلال المؤجرين البسطاء، ليرفع إيجار شقته إلى أسعار خيالية.