كتاب سبر

دواعش الكويت

كشفت مصادر مطلعة عن معلومات نقلها شبان كويتيون موجودون في سورية تتعلق بخطة «جهنمية» كان تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) ينوي تنفيذها في الكويت وعدد من دول الخليج.ونقلت المصادر عن ناشطين اسلاميين أن العقيد السابق في الجيش العراقي سمير عبد حمد الدليمي المعروف بـ(حجي بكر) «حاول تجنيد عدد من الشباب الكويتي للقيام بعمليات انتحارية في الكويت»، لافتة الى أنه «كان يدأب على شحن الكويتيين الذين يقاتلون الى جانب الثوار في سورية والطلب منهم التوجه الى الكويت للقيام بتفجيرات انتحارية ضد عدد من الأهداف». وأوضحت المصادر أن الشباب الكويتيين «اندهشوا من إصرار حجي بكر على دفعهم للقيام بعمليات استشهادية في أماكن ذات طابع طائفي في الكويت». هذا الخبر نقلته جريدة الرأي في عددها الصادر يوم 14 فبراير الجاري، وفي نفس السياق نقلت صحيفة الوطن الكويتية في عددها الصادر بتاريخ 21 فبراير الجاري ان عدداً من المقاتلين الكويتيين الذين يقاتلون ضمن صفوف الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» لقوا حتفهم خلال الأيام القليلة الماضية خلال مواجهات داعش مع عدد من الكتائب الجهادية في سورية فيما أصيب آخرون، مشيرة الى ان تحفظ ذويهم على الاعلان عن مقتلهم يرجع لكونهم قتلوا على يد كتائب جهادية وليس على يد عناصر من النظام السوري.
الخبران السابقان المنشوران في جريديتي الرأي والوطن يؤكدان حقيقة يعلمها الجميع وهي أن هناك كويتيون يقاتلون في صفوف تنظيم داعش الإرهابي الذي أصبح النموذج المرعب للإرهاب التكفيري في العالم أجمع لبشاعة الجرائم التي يرتكبها في سوريا حتى ضد من يتفقون معه في الفكر من التنظيمات المعارضة الأخرى، وبالطبع هناك كويتيون أخرون يقاتلون في صفوف جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات التكفيرية. الحقيقة الثانية هو أن الفكر “الداعشي” موجود ومنتشر في الكويت وهناك بيئة حاضنة لهذا الفكر هي التي دفعت وتدفع بعض منتسبيها إلى القتال في سوريا، وهناك حقيقة مؤكدة هي أن “دواعش” الكويت لا يختلفون إطلاقاً من حيث الفكر والعقلية والإجرام عن “دواعش” سوريا، والفرق الوحيد أن الوقت لم يحن بالنسبة لدواعش الكويت لكي يمارسوا نفس الأعمال التي يقوم بها نظرائهم في سوريا، بل أن عودة بعض دواعش سوريا للكويت بعد أن تمرسوا على عمليات القتل والتفجير والذبح سوف يمثل خطراً حقيقياً على الوضع في الكويت، وقد تنبهت دول عدة مثل تونس والسعودية لمثل هذا الخطر وبدأت خطوات عملية للتعامل معه.
فقط حكومتنا غير الرشيدة لازالت ترتعد فرائصها من حاملي الفكر التكفيري الذي أصبحوا يجاهرون في الندوات وعلى منابر المساجد وعبر ملصقات على سياراتهم وعلى صفحات التويتر بإنتمائهم الفكري والتنظيمي لهذه الجماعات التكفيرية المسلحة، ومع ذلك فحكومتنا البلهاء لا تحرك ساكنا ولا تسكن متحركاً وتدس رأسها في الرمال لكي لا ترى الحقيقة المخيفة المتمثلة في تزايد أتباع هذا الفكر التكفيري الذين يتكاثرون في الكويت بسرعة تكاثر الآرانب، وأغلب الظن أن حكومتنا الجبانة لن تستفيق إلا على وقع صدمة عملية “جهادية” ينفذها “دواعش” الكويت، ولا أظن أن هذه اللحظة أصبحت بعيدة عنا.
 
د. صلاح الفضلي
@salahfadly