كتاب سبر

ربوا عيالكم

ربوا عيالكم 
د. صلاح الفضلي
أعتقد أن وزير الداخلية محمد الخالد بعبقريته المعهودة أختصر قضية البدون مخاطباً عوائل البدون بكلمتين “ربوا عيالكم”. صح لسانك يا بو خالد لأن “المصبنة” البدون الذين خرجوا لعدة أيام في مظاهرات في تيماء بالفعل “مو متربين”، وإلا هل يعقل أن يشغل كم واحد “مو متربي” بال وزير الداخلية ويعكروا مزاجه من أجل مطالبات سخيفة مثل التجنيس وإيجاد فرص عمل والحصول على جواز سفر للعلاج أو للحج والعمرة وغيرها من المطالب التي تدل على البطر والترف الذي يعيش فيه البدون الذي جعلهم يكفرون بالنعمة التي يرفلون فيها والسبب أنهم كما قال معالي الوزير “مو متربين”. هل يريد “قليلو التربية” من البدون أن يترك وزير الداخلية مسؤولياته ويتفرغ لتأديب وتربية “كم واحد صايع ما عرفوا يربونه أهله” أم أن “مصابن البدون” ما يرتاحون إلا إذا “صلخت” جلودهم مطاعات القوات الخاصة.
وللدلالة أن البدون بطرانين “ومو متربين” أنهم يتظاهرون كل يوم بالرغم من أن العم صالح الفضالة قد زف بشرى للبدون أنه وبفترة قياسية لم تتجاوز الأربع سنوات أستطاع إنجاز 128 ملف يستحقون التجنيس ورفعها إلى “الجهات العليا”. برغم ما يبذله العم صالح الفضالة من جهد خارق لخدمة البدون وجعل مواطني السويد يتمنون أن يكونوا بدون إلا أن البدون يقابلون هذه الرحمة والشفقة بتوجيه اللوم والشتائم للعم صالح الفضالة ويتهمونه بأنه يظلمهم، وهذا يثبت أن البدون “مو متربين”، وإلا هل يعقل أن يتم إتهام العم صالح الفضالة بهذه التهم الباطلة في حين أنه المدافع الأول عن حقوق البدون والمطالب الدائم بضرورة رفع الظلم عنهم وتاريخه الطويل يشهد بذلك. ألا يشفع للعم صالح الفضالة أنه قسم البدون إلى ألوان أخضر وأزرق وأحمر بعد أن كانوا بدون ألوان. لكن ماذا نقول لأناس “مو متربين”.
بعد ما أظهره البدون من جحود بالنعمة والخدمات التي تقدمها لهم الدولة وخاصة وزارة الداخلية والجهاز المركزي للبدون فإني أطالب وزير الداخلية دامت بركاته أن “يربي البدون مادام أهلهم ما عرفوا يربونهم”، وأول قرار يجب أن يكون سحب الشاليهات والمزارع التي تم منحها للبدون، وبعد ذلك عدم السماح للبدون ببناء دور ثالث ورابع في بيوتهم الفارهة التي تطل على شارع الخليج، كما يجب تأديب البدون بسحب الجوازات الدبلوماسية التي يحملونها، وأيضاً حرمانهم من مكافأة الأعمال الممتازة التي تعطى لهم على رواتبهم التي تنافس رواتب موظفي القطاع النفطي، رغم أن البدون يقبضون رواتبهم وهم “قاعدين في بيوتهم دون شغل ولا مشغلة”. كما أطالب بعدم صيانة شوارع تيماء والصليبية الجميلة، وأقترح إضافة إلى تسمية أحد شوارع الصليبية بأسم الحجاج بن يوسف أن يتم تسمية بقية شوارع الصليبية وتيماء بأسم مسلم بن عقبة وهولاكو ومسوليني وهتلر. هذه مجرد قائمة أولية لخطوات “تربية عيال البدون”، وإذا وجدت عقوبات أخرى سوف نعرضها على معالي الوزير لأن البدون “صج مو متربين”.