كتاب سبر

زيدوني سبّاً زيدوني ..!

ومن يجعل المعروف من دون عرضه
يَفِرهُ ومن لايتق الشتم يشتمِ
سامحك الله يازهير فحتى عهدٍ قريب كنت مصدّقاً لبيتك ، مؤمناً بما فيه ، مكرّرا له على الدوام ، مستدلاّ به على أن فعل المعروف يقي مصارع “السب والشتم” ، وأن المرء إذا تخلّق بالسخاء فإن كل عيوبه يغطيها السخاءُ ، وأن بحر الحسنات المتلاطم لا تكدره دلاء الحقد والخسد مهما بلغت قذارة ماءها ، ولكن خاب ظنّي وعدت من فهمي ذاك بخفي “حنين” إلى العزة والكرامة .
لا أظن أن فوق معروف البدون الذي يواجه بالحجود معروفاً ، ولا فوق سخاء البدون الذي يقابل بالشحّ والبخل سخاء ، فهم قد جادوا بأرواحهم رخيصة يوم أن ضنّ بها بعض من “لحم كتافه” من خير هذه البلد ، وضربوا أروع الأمثلة في الوفاء للوطن والذود عن حياضه والإخلاص في محبته حتى أصبح لهم في كل عرس وطني “قرص” افتخار وشرف وسبق ، وسجلوا أسماءهم في كل كشوف العزّ والكرامة ، وأبوا إلا أن يكونوا في الصفوف الأولى حين يعلو صوت الوطن …. والنتيجة ؟!
لم يصن هذا كله أعراضهم عن السب والشتم والطعن في الولاء والاتهام بالتبعية لدول أخرى والرغبة في التخريب والخروج على القانون ! ، فأي معروف قلّ لي يا زهير يصون العرض بعد هذا المعروف  وهل من سبيل إلى اتقاء سباب القوم والبعد عن نباح كلابهم ؟!
كواولة .. بعثيون .. حرس ثوري .. هكرة .. عراقيون .. سوريون .. إيرانيون .. لا ولاء لهم .. مرتزقة .. هيلق .. لفو .. متكسبون .. حصّاية .. حاقدون .. مخربون …. هل سئمت عزيزي القاريء ؟! القائمة تطول وتطول بكلمات السب والطعن والنيل من البدون وعلى لسان من ؟! ساقط أو ساقطة … ليبقى عرض البدون رغم كل ذلك المعروف والسخاء “يشتمِ” رغماً عن أنوفنا وأنف زهير !
لايعقل أن يصبح البدون “الطوفة الهبيطة” في هذا البلد بحيث لا يخلو لقاء تلفزيوني مع ساقط أو ساقطة إلا ويسأل عنهم من باب “صلّح لي وأشوت” ليتحمل ذلك الساقط والساقطة تسديد كرات السب والشتم في مرمى البدون والتي تسفر عن أهداف إعلامية بالطبع لأن حارس مرمى البدون مقيّد بالقيود الأمنية التي تمنعه من صد كرات السب والشتم ليقف موقف المتفرج وهو يصرخ “زيدوني سبّاً زيدوني” ، في ظل صمت مطبق من قبل الشرفاء في هذا البلد والذين يعرفون حق المعرفة أنه يجب أن “يتقى شر الحليم إذا غضب” .
بقلم.. ‏منصور الغايب
twitter : @Mansour_m