كتاب سبر

مبارك الدويلة وخمس الشيعة

كتب مبارك الدويلة يوم أمس مقال في جريدة القبس بعنوان “منبع الشر”، وفي ذلك المقال دافع الدويلة عن التبرعات التي تجمعها الجمعيات الخيرية في الكويت، وهذا من حقه، ولكن على قاعدة “قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أعظم” ختم الدويلة مقالته بفاصل طويل من الغمز واللمز عن “أموال الخمس” والمقصود به بالطبع “الخمس” الذي يخرجه الشيعة كمعتقد ديني. ولا أعرف سبب هذا الربط من الدويلة بين الدفاع عن أموال تبرعات الجمعيات الخيرية وبين الخمس، ولكن نعذر مبارك الدويلة على كمية القيح الكبيرة التي أخرجها في مقاله لأن الرجل كما يبدو يعيش حالة صدمة بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر وإدارج جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية في السعودية وتجريم أي تعاملات مالية تخصها، وهنا كان على الدويلة أن يخاطب السعودية مباشرة ويلومها على حظر جماعته ودعم “إنقلاب العسكر” كما يسميه لا أن يوجه سهامه إلى معتقدات الآخرين، ولكن الدويلة بلع لسانه في هذا الموضوع ولم ينبس ببنت شفة وأخرج “حرته” في الخمس وأصحابه.
لعلم الاستاذ مبارك الدويلة أن الخمس لا يجمع بشكل جماعي كتبرعات، وإنما يوصله صاحبه بشكل شخصي إلى المرجع الديني الذي يقلده أو وكيله، وهنا نسأل الدويلة هل يحاسبه أحد على كيفية صرف زكاة أمواله إذا كانت تتم بصورة شخصية؟! أما إذا كانت لدى الدويلة معلومات عن أن هذه الأموال تذهب إلى نشاطات تضر بالكويت فمنة الدويلة على أبليس إذا لم يكشف عن ذلك ويبلغ بها السلطات المعنية. ومادام الدويلة فتح باب الحديث عن التشكيك في الجهات التي تذهب لها التبرعات الخيرية فنذكر الدويلة بأن بعض الدعاة الذين جمعوا التبرعات التي تذهب لسوريا مثلاً هم أنفسهم من تقاذف التهم في أن كثير من هذه الأموال لا تصل لمستحقيها، وبالتالي لا ينبغي للدويلة أن يشطح وينطح في هذا الموضوع.
يختم الدويلة مقالته المباركة التي يلمح في نهايتها إلى أن “أصحاب الخمس” هم منبع الشر إلى تهديد يتمنى فيه ألا يأتي اليوم الذي يطالب فيه بالمعاملة بالمثل، وهنا نقول للدويلة لا يا عزيزي لا تنتظر إلى ذلك اليوم، بل بادر اليوم قبل الغد وأفعل ما تريد فليس هناك شيئ مخفي، ولكن من كان بيته من زجاج فلا يرمي غيره بالحجارة. وإذا كان الدويلة قد ختم مقالته بعبارة “خلونا ساكتين أحسن” فنحن نقول له ولماذا تسكت يا عزيزي، فقل ما بدا لك، وعلى أقل تقدير دافع عن إتهامكم من قبل السعودية بأنكم منظمة أرهابية. وأخيراً “الشرهة” مو على مبارك الدويلة فما كتبه ينطبق عليه المثل العربي “شنشة أعرفها من أخزم”، وإنما “الشرهة” على القبس التي تنشر مثل هذه المقالات ثم تمنع حق الرد على من مسه غمز ولمز الدويلة الفج.
 
د. صلاح الفضلي

salahma@yahoo.com

@salahfadly