سبر القوافي

رسالة أبثها إليك!

بعدما اخبرني الطبيب المختص أنَّ حالتي تٌعد 
من أخطر أمراض السرطان،
المتفشي في هذا الزمان،
والأسرع انتشارًا في الأبدان،
والأشرس فتكًا بالإنسان،
والأقوى لقتل عزائم الشُبان!
 
أحسستُ – يا صديقي- بإحباط شديد! كيف لا ينتابني الحزن،  
ويرافقني الهم،
ويؤرقني الغم،
والطبيب يقول لي : أن درجة المرض الرابعة والأقوى،  
والعناية – لا محالة- ستكون تلطيفية!
 
..أني لا أملك إلا دمعة لا أستطيع إرسالها من عيني،
وزفرة لا أستطيع تصعيدها من صدري..
وأصبحت أُنظر لمن حولي نظرة مودع!
 
فلم يعد يقلقني ضجيج المراجعين،
ولا حتى زِحام المتأخرين،
ولا أنين المصابين،
ولا تضجر الممرضين،
 
واردد في خاطري ” الحمد الله ” على ما كان، وعلى ما سيكون! 
فـ تيقنت أنَّ الجسد لم يعد يتحمل أكثر من مرة!
والروح تُصارع سكرات الوهم مع كُل مرة! 
 
 
وفجأةً – ومن حيث لا أدري –
جاء الأمل يُطبطب على كتِفي،  
ويهمس في أُذني،
ويعزز الشِفاء في ذهني..
 
و يقول: “تذكر أنَ
“الوهم نصف الداء،
والاطمئنان نصف الدواء،
والصبر أول خطوات الشفاء ”  بن سيرين.
 
ومن حِينها، لعنة هيبة هذا المرض،
وهاجس الخوف من الرحيل،
واطفيت شمعت الحزن التي
تكدست بداخلي، وتبلورت بفكري،
والتي جعلتني كالكفيف الذي
لا يرى من اللوحة الجميلة
سِوا السواد الساكن في عينه!