كتاب سبر

الذين جلبوا العار للكويت

لا يمكن أن يخفى على القارئ حالة اليأس العميم التي يشعر بها المجتمع، فلا شيء يبعث الأمل في النفس بهذا البلد، فلا توافق عام على السياسات بل هناك إجماع على السرقات، فالكويت التي كانت في يوم من الأيام تمثل رمزاً ثقافياً وسياسياً في المنطقة، أصبحت في لحظة رأساً برأس مع غانا على مؤشر الفساد الدولي بمعدل فساد تعدى ال 50%، فقد خرجنا من سياق العقل والتاريخ والجغرافيا، وبكل وقاحة يتفاخر الكثيرون بما نملك من حرية و ديمقراطية مشوهة بالكامل، فعلياً لا أعرف بماذا يتفاخرون ! فلسنا نملك سوى العار الذي لحق بنا.
لا أحد يستطيع أن ينكر بأن الكويت تمر بمرحلة من الانحطاط التاريخي الذي لم يسبق له مثيل، فالكويت وبكل بساطة تتصدر المؤشرات الدولية في الأمراض النفسية والأمراض العضوية، و كأن الشعب يتعرّض لحرب بيولوجية واسعة النطاق، فلا قطاعات حيوية صالحة للاستخدام، فمن أول القطاع الصحي حتى التعليم إلى أن نصل إلى قطاع النقل العام في بلد يملك من الأموال ما يغطي عين الشمس، في بلد يملك من الدخل العام ما يعادل دولة بحجم مصر، في بلد أصبحت طبقة التجار تحطّم أرقاماً قياسية في زيادة الثروة، لكن إذا عُرف السبب بطل العجب، وهنا لن أفك شيفرة دافنشي، فقصة هذا البلد لا تحتاج إلى معجم في حل الألغاز، فكل شيء يشير إلى مكان واحد، كل الطرق تؤدي إلى السلطة على طريقة زهرة عباد الشمس، فنحن نعيش في ظل نظام واحد، هو الخصم والحكم، هو المفكّر والمدبر، وبقية الشعب على دكة الاحتياط ، حتى وصلنا للفصل الأخير من القصيدة، بنظام انتخابي سلب الفرصة الوحيدة في النجاة من الجحيم، حتى أصبح البرلمان عبارة عن مسخرة سياسية، أصبح البرلمان أقرب لحفلة شواء، يتجاذب فيه نواب أشبه بمتعهدين الحفلات، نعم نحن على حافة الهاوية إذا لم نستيقظ من سباتنا العظيم.
أقولها بملئ الفم، أنني أشعر بالعار، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أشعر بالعار من حكومة لا تملك من الخبرات سوى تجريف هذا البلد، من مسؤولين ما يجمعهم هو السلب و النهب، من طبقة تجارية ناهبة تدعي الوطنية زورًا وبهتانًا، من برلمانيين لا يملكون من الخبرات سوى الطاعة العمياء، أنني أشعر بالقرف، أشعر بأنني أريد أن أتقيأ هذا الوضع بأكلمه.
بقلم.. بدر النجار