كتاب سبر

السيد “قطو” وحرمه

من الآخر، “الحكومة ابتلشت فينا”، فنحن شعب –هدانا الله – لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب! كلما مدت لنا الحكومة يداَ بخمس أصابع، مددنا لها لسانا طوله وعرضه عشر أصابع وشبر! وكلما طرحت لنا مشروعاً مكتفاً بالضربة القاضية على أرض حلبة الميزانية، إلا بخسناها بنقاط الجولات تحلطماً!! لنحرمها من حزام بطولة التنمية!! وآخر العجب الذى لم يعجب “المتحلطمين” و”المتحلطمات” من ابناء شعبنا المعطاء هو عقد تجديد حديقة الحيوان بــ3,5 مليون دينار! وهو مبلغ زهيد تصغر في عين “الفهيم” عظائم أصفاره لو تروى و”وصفر عداد العواطف”، سيقتنع لا شك بعد التروى والتصفير بأن حديقة الحيوان من المرافق السياحية المهمة والاهتمام بها يحسن صورتنا امام العالم المتمدن و”المتسوح”، وسيعرف أنه ان كان جحا أول بلحم ثوره فكيف لا نكون نحن أولى بحلم فيلتنا و”شواذينا”، خلاصة الكلام الحيوانات تملك “روح برضو” مثلنا تماماً فلا بأس من ان نرفهها بكم مليون “وأهو كل رفاه  بثوابه”!.
وبما ان هذا أول مقال لى في مدح الحكومة والتطبيل لها بدلا من الرقص على جروح قصورها، فيسعدنى أن ارفع لمقام معالى السادة الوزراء مناشدة سلمنى اياها السيد “قطو”، وهو مخلوق بائس مسكين جار عليه الزمن كما انه جار لنا يسكن رصيف الشارع المقابل قبل فتحه تصريف الامطار على طول، وهذا “القطو” معاليكم يعيل أسرة كبيرة تتكون من السيدة حرمه وثلاث هررة صغار لم يبلغوا بعد “حلم المواء”، و”قطو” يعانى حاله كحال “قطاوة” الشوارع من قلة ذات المخلب كونه غير مشمول بكادر “القطط السمان” وليس له “مصدر زعل” آخر غير صدر معاليكم الحنون. وهو يرجوكم أيضا ان توفروا له قسيمة “أرض وقوارض” تكون بجانب مخطط قصر “السيد فيل”، وفلل “آل شاذى” وشاليه “السيدة حبارى”، هذه القسيمة ستوفر لعائلته السنورية الصغيرة ملاذاً آمناَ ستجعله يطمئن علي مستقبلهم قبل ان تدهسه سيارة ما أو يفرمه باص مواصلات على الخط السريع، وأيضاً “قطو” يستعطف ضمائركم بأن تمنحوه رخصة “بسطة” في مجمع حاويات القمامة القريبة من سوق شرق للسمك، “بسطة” ستوفر له دخلاً ثابتاً يغنيه عن تقليب رزقه داخل الحاويات في المناطق السكنية و”مولات” الأسواق وهو عمل غير مضمون في هذا الزمان حيث تتكانفه الأخطار بسبب ارتفاع “تضخم العتاويه” هناك، وكطلب أخير يرجو “قطو” البائس ان يتسع له صدر معاليكم، يرجوكم ابتعاث صغاره إلى بلاد اجدادهم “تايلاند”  ليتعلمو هناك “علوم المياو” من منابعها وحسب الاصول وليرجعوا “قطاوه سيامية أد الدنيا” تفخر بهم أرصفة البلاد والعباد والهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية.
نرجو من معاليكم قبول توسطنا لعائلة السيد “قطو” فأنتم كرماء و”أحنا نستاهل”… وأى والله نستاهل ونص!!