كتاب سبر

نقابة الشؤون ويحيى!

ما أجمل الصدق وما أقبح الكذب والنفاق، ففي الأيام السابقة وتحديدًا في عام 2007 عندما قررت أن اخوض العمل النقابي في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وجدت عوائق كثيرة تمنعني من حقي في خوض الانتخابات النقابية، وأحد الأسباب المهمة التي لا زالت عائق لكل من يريد الترشح في النقابات الحكومية، و هو الشرط التعجيزي (الدورة القيادية) من المعهد العمالي التابع للاتحاد العام لعمال الكويت، فلا يحق لأي موظف الحصول عليها إلا بموافقة نقابته، وهذا الشرط وضعوه لكي يحتكرونها لهم فقط، فتجد أغلب النقابات الحكومية التابعة لاتحاد العاملين في القطاع الحكومي محتكرة، وليس لها دور بارز في العمل النقابي. 
ولا يوجد بها انتخابات نزيهة، فعندما حاولت مرارًا وتكرارًا أن أخوض الانتخابات، تحرّكت معي مجموعة بعد أن قمت أنا أولًا بإرسال كتاب إلى الوزير السابق للشوؤن الاجتماعية والعمل الشيخ صباح الخالد، فقام الوزير وحوّل هذا الموضوع إلى إدارة المنظمات النقابية للتحقيق في الموضوع. 
فبعد تحركاتي في الوزارة تحرّكت معي مجموعه ومنهم رئيس نقابة الشؤون الحالي يحيى الدوسري، والعديد من الموظفين، لكي يكسروا هذا الاحتكار الفاسد الذي أعاق ودمّر العمل النقابي، فقد كان مطلبنا الرئيسي هو إلغاء الدورة القيادية لكي تكون الانتخابات للجميع وليست حكرًا على أحد، فقد قمنا بإقناع العاملين في الوزارة بأن نقوم بعقد جمعية عمومية غير عادية للنقابة، وبالفعل قمنا بعقد جمعية عمومية غير عاديه وكان عدد المؤيديين لإلغاء هذا الشرط أكثر من 800 موظف. 
وللاسف لم نحقق مطلبنا العادل، فقد كان الاتحاد العام لعمال الكويت ضد مطالبنا المشروعة، وهو من يساند رئيس وأعضاء النقابة المفسدين لكي لا تكون الانتخابات للجميع، فقد كان الأخ يحيى الدوسري يُطالب معنا في الوزارة وفي الصحف المحلية، بفتح الاحتكار النقابي، والعديد من موظفي وزارة الشوؤن يتذكر ما قام به يحيى الدوسري ومعه أحمد الفضلي الذي يشغل الآن عضو في مجلس إدارة النقابة.  
فبعد سنوات تفاجأت بخبر في الصحف المحلية أن الوزير محمد العفاسي قام بإقالة مجلس إدارة النقابة السابق، والتي كان يترأس مجلس إدارتها سالم شبيب، وتمت تزكية مجلس إدارة جديد ومن بينهم يحيى الدوسري وأحمد الفضلي، الذان كانا في السابق يناضلان من أجل أن تكون الانتخابات للجميع.  
فمنذ تزكيتهم من قبل الوزير الراحل العفاسي إلى يومنا هذا، لم أر أي مبادرة من الأخ يحيى الدوسري بإلغاء شرط الدورة القيادية التي كان يطالب في السابق بإلغائها، فقد كذب يحيى على الموظفين في مطالبه السابقة و كشف الله كذبه، فبعد سنوات اتضح أن الهدف الحقيقي ليس الإصلاح وفتح الاحتكار كما يزعم، بل الوصول إلى كرسي رئاسة النقابة، وفعلآ وصل إلى مايريده ونسى الماضي، وها أنا أذكرك يا يحيى، وأنت الآن تشغل منصب رئيس النقابة، فلماذا لم تقم  بإلغاء الدورة القيادية، هل نسيت مطالباتك السابقة بفتح الاحتكار.. ما أجمل الصدق وما أقبح الكذب والنفاق. 
بقلم.. سعود الحجيلان