كتاب سبر

وش حبوبُه ؟

لأن “اللي على راسه بطحة يحسس عليها” بات صاحبنا يتحسس رأسه طوال الأيام العصيبة الماضية مع كل صيحة ضد الفساد يحسبها عليه ، ولأن العرب كانت تقول “كاد المريب أن يقول خذوني” بات صاحبنا يردد طوال الليل بصوت نشاز “يانواخذ اخذوني معاكم” ، ولا تستغربوا منه هذا الصنيع فقد حسمتها الأعراب منذ زمن فقالت “اللي ببطنه ريح ما يستريح” !
مقاطع فيديو تذكر ، ومؤامرات تحاك ، وخيانات على مشارف المدينة ، وتحويلات لأناس في مناصب حساسة ومؤثرة ، وأسماء يتوارد ذكرها بين الحين والآخر وكل ما سبق ليس لصاحبنا ذكر فيه ، ولكنك تجده الأكثر بكاءً وعويلاً ، والأشد صراخاً ودفاعاً عن غيره ، وكأنه يريد أن يثبت لنا أن وراء أكمة دفاعه عنهم ما وراءها وأن المريب مهما كان ماكراً وخبيثاً فإنه يكاد أن يقول خذوني .
لا شكّ أن هناك أناساً ليسوا متورطين تماماً في قضايا الفساد التي تشهدها البلد ولكنهم بالتأكيد مستفيدون من بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه ، وأن بيئة فاسدة كهذه تكفل لهم حياة ترف أطول وتضمن بقاء البشت على ظهورهم لفترة أطول حتى لو تظاهروا بأن البشوت لا تهمّهم ولا تغيّرهم .
على غرار ذلك “الشايب” الذي أراد تهريب حبوب ممنوعة وكان يتصبب عرقاً ولما اقترب منه موظف الجمارك وألقى عليه السلام ردّ “شايبنا” بـ “وش حبوبُه” ؟! ، واصلوا إطلاق صيحاتكم ضد الفساد رحمكم الله وستجدون “صاحبنا” مع كل صيحة تطلقونها يقف على رؤوس الأشهاد ليردد “وش حبوبُه” يا معارضة ؟! 
‏?منصور الغايب 
twitter : @Mansour_m