لا شك أن صيت وسمعة ضمير الأمة مسلم البراك أصبحت تحيّر خصومه من الفاسدين، وهو من الأشخاص النادرين في الكويت القادر على توحيد كل القوى الشبابية والتيارات السياسية في حال تعسّف السلطة تجاهه، فالأيام تتوالى لتثبت بأنه ليس مجرد شخصية سياسية عادية أو رجل طالب لكرسي زائل.
وربما رهان الفاسدين على خمول الحراك الشعبي، يخسر سريعًا بمجرّد التعرّض إلى “البراك”، فظاهر رماد الهدوء سرعان ما تشتعل النار تحته على ريح “بوحمود” بشعبيته وصيته وتاريخه المُعارض العريق، وليس لدى الفاسدين إلا أياديهم يكتفوها وعقولهم تتحجر على محاربة رجل يقاتل بأفكاره خارج سجنه، وربما تحريره من المعتقل سيكون أجدى لهم، فالريح العاتية التي لا تنحني لها ربما تكسرك وتجرك إلى ما لم تتصوره يومًا.
“التقدمي”.. لم يتراجع يومًا
وكعادة رجال التيار التقدمي، لم يتراجعوا يومًا في المشاركة في أي تجمّع شعبي مُطالب بالإصلاح، وحضروا بكامل قوتهم في المسيرات الأخيرة، وكان بيانهم واضحًا على رفض اعتقال “مسلم البراك” الذي وصفته بـ”سجين الراي” في وطالبت بمحاربة “الشيوخ” و”الرأسماليين” بتنظيم الحراك وتعبئة القوى الشعبية مع نبذ الخطابات الطائفية.
“التقدمي” كان يركز دائمًا على ضرورة تنظيم الصفوف، ومواجهة الخصم بالعقل دون تشتيت الجهود، حيث يتجلى ذلك في الرأي الذي طرحه الكاتب وأحد مؤسسي حزب اتحاد الشعب “أحمد الديين” قبل يومين بضرورة عدم الاعتصام أمام قصر العدل، كي لا تتشتت الجهود، مع اجتماع أكبر عدد ممكن في ديوان البراك القريب من السجن المركزي لتسهيل الحركة والتخطيط لما بعدها.
فيما كان عضو التيار التقدمي د.فواز فرحان مقنتعًا بأن كل الأحداث ما هي إلا بوادر لانتصار الشعب على الفاسدين، والرسالة وصلت واضحة للسلطة بأن التعسف في ملاحقة السياسيين والناشطين لن يمر مرور الكرام، ووجه تحيته إلى كافة المشاركين وتابع طوال اليومين السابقين أحوال المعتقلين.
حزب الأمة.. ابتعد عن ساحة الصراع
بينما انشغل أغلب أعضاء حزب الأمة بأمور بعيدة عن الساحة المحلية، وتطرقوا إلى مواضيع دولية.. ولكن رئيس حزب الأمة د.حاكم المطيري تطرّق إلى الموضوع بتكرار مطالباته السابقة بضرورة اللجوء إلى الحكومة المنتخبة، بعد أن أثبتت الأوضاع وتعسف القوات الخاصة ضد المتظاهرين بأن “الطغيان لا مستقبل سياسي له”، وأشار إلى ان ما يتعرض له “مسلم البراك” يؤكد بأن “لا حل للأزمة في الكويت مع هذه السلطة المستبدة وعملية سياسية عقيمة”.
الخصم والحكم.. واحد
وأصرت الحركة الدستورية على أنه لا سند قانوني في الشكوى المقدمة ضد “البراك”، حيث اعتبرت أن الخصم والحكم واحد ضد المتهم، كون مُقدم الشكوى هو رئيس المجلس الأعلى للقضاء “فيصل المرشد”.
وما قاله “البراك” كما ترى “حدس” هو مجرّد رأي سياسي لا يرقى إلى مقاضاته بتهمة جناية أو جنحة تستحق الحبس.
ورفض النائب السابق “فلاح الصواغ” الاستمرار بحجز مسلم البراك معتبرًا إياه ظلم وجور من سلطة تلاحق المخلصين وتحبسهم وتشجع الفساد ولا تحترم القوانين.
وأكّد د.فيصل المسلم على أن “الدول لا تُدار بالانتقام والخيار القمعي دمار ولعب بالنار”، فيما أصر بقوله أن “الشعوب الحرة لا تُهان بل يُستمع لإرادتها.”
وأضاف: “مسلم البراك حر أحب بلده، فدافع عنها وعن شعبها بكل مراحل حياته ومن كل موقع كان فيه وسيستمر متصدرًا هذا الشرف.”
“البراك” تهمته المطالبة بحقوق الشعب
وأكدت الحركة الديمقراطية المدنية “حدم” بأن “البراك” لم يخالف القانون، وتهمته الحقيقية الغير معلنة أنه يطالب بحقوق الشعب.
وكتب “سعد العجمي” أحد أعضاء “حدم” وهو يضع صورة المعتقل الشاب “سعد طامي” بأن على السلطة مواجهة جيل قادم لا يستهان به، وإذا استطاعت الصمود الآن فهي غير قادرة على الصمود أمام الجيل القادم.
أضف تعليق