شن الطيران الإسرائيلي السبت غارات على قطاع غزة بذريعة الرد على هجمات صاروخية, ونفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما تردد عن اتفاق تهدئة جديد, في حين ساد هدوء حذر القدس المحتلة بعد مواجهات عنيفة.
وقال شهود إن طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخا على مجموعة من الشبان في منطقة قريبة من الحدود شرقي مدينة رفح مما أدى إلى إصابة اثنين منهما بجراح متفاوتة.
وقبل ذلك, قالت مصادر أمنية فلسطينية إن طائرات إسرائيلية من طراز “إف 16” قصفت أهدافا في رفح وخان يونس جنوبي القطاع مما تسبب في أضرار مادية.
وأضافت تلك المصادر أن الغارات استهدفت بصاروخين ثكنة موقع سعد صايل التابع لكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) في رفح, ومزرعة للدواجن وأراضي زراعية في بلدة القرارة شرقي خان يونس.
وقبل الغارات الإسرائيلية وبعدها، أطلق فلسطينيون عدة صواريخ على بلدات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة, وكان 14 صاروخا وقذيفة أطلقت الجمعة من غزة على أهداف إسرائيلية.
وأصيب جندي إسرائيلي السبت بجراح طفيفة إثر سقوط صاروخ فلسطيني، وفقا لمصادر إسرائيلية. وفي المقابل, أصيب مزارع فلسطيني بجراح خطيرة برصاص الجيش الإسرائيلي على الحدود الشرقية لوسط قطاع غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد استقدم قوات وآليات إلى حدود القطاع بعدما عثر الاثنين الماضي على جثث ثلاثة مستوطنين فقدوا في 12 يونيو/حزيران الماضي قرب الخليل.
وجاء الحشد العسكري الإسرائيلي بعد اتهام حكومة تل أبيب حركة حماس بالضلوع في مقتل المستوطنين الثلاثة, وزاد التوتر على حدود غزة بعد العثور على جثمان الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير الذي قتله مستوطنون حرقا بالقدس المحتلة.
حماس والتهدئة
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري السبت إنه لا حديث عن اتفاق جديد للتهدئة بين فصائل المقاومة في غزة والجانب الإسرائيلي.
وأضاف أبو زهري أن حماس “ليست معنية بأي مواجهة واسعة” مشددا على استعداد المقاومة لأي مواجهة مقبلة مع الاحتلال.
وحذر المتحدث الفلسطيني من أن ممارسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ستفجر الأوضاع. وكانت تقارير تحدثت عن مساعٍ مصرية لاحتواء تصعيد محتمل على حدود غزة.
وهناك اتفاق تهدئة قائم بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012, وأُعلن هذا الاتفاق في القاهرة بعد عدوان إسرائيلي خلّف مئات الشهداء والجرحى.
هدوء حذر
على صعيد آخر, يسود هدوء مشوب بالحذر مدينة القدس المحتلة بعد ليلة من المواجهات مع قوات الاحتلال أسفرت عن إصابة نحو تسعين فلسطينيا, واعتقال أكثر من عشرين.
وسقط المصابون جراء الرصاص المعدني وقنابل الغاز المدمع التي أطلقها جنود الاحتلال على متظاهرين كانوا يحتجون على قتل الفتى محمد أبو خضير بالقدس المحتلة.
كما اندلعت مواجهات ليلية في الخليل جنوب الضفة الغربية أصيب فيها أربعة شبان بالرصاص الحي.
واعتقل جنود الاحتلال عددا من الشبان أثناء المواجهات بالقدس، وأكد ناشطون فلسطينيون أن شبانا هاجموا مجموعة من جنود وحدة المستعربين وطعنوا أحدهم وألقوا زجاجات حارقة أثناء محاولة اعتقال بعضهم.
وامتدت الاحتجاجات لتشمل مدنا وبلدات داخل الخط الأخضر بينها الطيبة وباقة الغربية, واعتقل خلالها أيضا شبان فلسطينيون. وكان آلاف من الفلسطينيين الغاضبين قد تجمعوا في حي شعفاط عقب صلاة الجمعة قبل وصول جنازة الشهيد أبو خضير.
وهتف المشيعون “انتفاضة.. انتفاضة” وهم يحملون جنازة أبو خضير، مطالبين بإعلان انتفاضة جديدة ضد إسرائيل. لكن رويترز نقلت عن مسؤولين فلسطينيين أنهم يحاولون تهدئة الأوضاع وسيمنعون اندلاع أي انتفاضة.
أضف تعليق