عربي وعالمي

الإندبندنت أون صنداي: ” العالم يقول لإسرائيل : كفى”

هيمنت متابعة تطورات الأوضاع في غزة على صحف الأحد البريطانية، بعد يوم من الهدنة الإنسانية في الحرب الجارية هناك، فكرست بعض صفحاتها الأولى وتقاريرها الرئيسة فضلا عن مقالات الرأي فيها لها، على غير عادتها في تكريس معظم صفحات أعدادها في عطلة نهاية الأسبوع للشؤون المحلية.  
والبداية من صحيفة أوالإندبندنتأون صنداي التي وضعت في صدر صفحتها الأولى صورة سيدة فلسطينية تندب ما فقدته وسط مشهد دمار مروع، لتضع تحتها عنوانا يحمل في طياته تناقضا ” يوم من السلام، 132 جثة أخرى”.  
وتضع الصحيفة عنوانين فرعيين كبيرين يشير الأول إلى أن “حصيلة القتلى فاقت الألف وأن الفلسطينيين يستغلون الهدنة لاستخراج جثث القتلى من تحت الانقاض في غزة”، والثاني مظاهرات الاحتجاج ضد الحرب على غزة ،حيث نزل “مليون شخص إلى الشوارع في انحاء العالم بينما تتداعى مبادرات الهدنة الاخيرة”. 
وكرست الصحيفة عددا من صفحاتها الداخلية لمتابعة موسعة من مراسليها لمظاهرات الاحتجاج التي خرجت في غير مكان من العالم على الحرب في عزة تحت عنوان كبير “العالم يقول لإسرائيل : كفى”.
وركزت الصحف على المظاهرات التي شهدتها بريطانيا وفي المقدمة منها العاصمة لندن التي شهدت مظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف وسارت من أمام السفارة الإسرائيلية حتى مقر رئاسة الوزراء البريطانية في داوننغ ستريت.
وكذلك المظاهرات التي شهدها عدد من المدن البريطانية الأخرى أمثال برمنغهام وكارديف وأدنبره.
تقول الصحيفة إن العالم ينظر باشمئزاز إلى صور قتل المدنيين في غزة دون تمييز، وبينهم أطفال ونساء منذ بدء إسرائيل هجومها على حماس منذ 19 يوما.
وتتوقف الصحيفة عند المظاهرة التي خرجت في فرنسا متحدية دعوة وزير الداخلية الفرنسي لوقف الاحتجاجات بعد تعرض معبد يهودي وبعض المحلات التجارية التي يملكها يهود في فرنسا لاعتداءات.
كما تعرج الصحيفة في تغطيتها للمسيرات المؤيدة لغزة التي شهدتها مدن أخرى حول العالم أمثال دبلن وسنغافورة وواشنطن وسان فرانسيسكو وأوكلاند وميلبورن.
“جثث متفسخة”
وتنشر الصحيفة ذاتها تحقيقا من مراسلها في غزة كيم سنغوباتا، الذي تقول الصحيفة إنه استثمر الهدنة الانسانية ليرافق الفلسطينيين في غزة في بحثهم عن قتلاهم وجرحاهم وسط انقاض القصف، ليقدم وصفا للأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة ويضمنه لقاءات مع بعض الأشخاص والعوائل الغزية، ناقلا حكايتهم المروعة عن بحثهم عن ضحاياهم تحت الأنقاض.
ويقول المراسل إن نحو 100 جثة انتشلت يوم أمس في مختلف أحياء غزة. ومن بين هذه الجثث 18 جثة من حي خزاعة ونقلت إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس.
ويصف حال السيدة الغزاوية عزيزة الصباح التي جاءت إلى المستشفى رفقة زوجها لأخذ جثة أخيها لدفنه، وكيف انفجرت بالبكاء لعجزها عن تمييز بقاياه الممزقة بالشظايا وبعد انتفاخ جثته تركت في العراء لستة أيام.
وينقل عن الطبيب عطا الجعبري قوله “بالفعل، معظم الجثث لا يمكن التعرف عليها بسبب حجم الجروح وتحللها. وواحدة من الجثث التي تمكنا من التعرف عليها كانت من منطقة رفح. وكانت لهيام ، اسمها هيام أبو مر، واحدة من ممرضاتنا التي فقدت منذ خمسة أيام”.
وتكرس صحيفة الصنداي تايمز مقالها الافتتاحي فضلا عن تغطية إخبارية في صفحتها الأولى لتصاعد الهجمات المعادية للسامية ضد اليهود في بريطانيا على خلفية العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة. 
وتقول الصحيفة إن الشرطة والجماعات المجتمعية سجلت أكثر من 100 حادثة كراهية هذا الشهر، أي أكثر من ضعف عدد الحوادث التي تتوقعها الأقليات عادة.
وشملت هذه الحوادث تهديدات بتفجير قنابل وإلقاء الحجارة على معبد يهودي ولافتات تحض على الكراهية مثل “هتلر كان على حق”.
وتعرض الصحيفة في افتتاحيتها التي حملت عنوان “أصداء كالحة لماضي أوروبا المعادي للسامية”، لعدد من حوادث الكراهية المعادية للسامية في عموم أوروبا بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.
ومن هذه الحوادث، منع فريق إسرائيلي لكرة القدم من اللعب في استراليا بعد مهاجمة لاعبيه من جماعة تحمل أعلاما مؤيدة للفلسطينيين، أوقيام الشرطة في برلين الأسبوع الماضي بمنع محتجين مناهضين لإسرائيل من مهاجمة شخص يهودي، واعتقال 14 شخصا في مدينة ايسن بتهمة التخطيط لهجوم على معبد يهودي.
وترى الصحيفة أن المثال الأسوأ هو ما حدث في فرنسا بمهاجمة ثمانية معابد يهودية الاسبوع الماضي. ومهاجمة نحو 400 شخص مسلحين بالزجاجات الحارقة حيا يهوديا في باريس، معتدين على معبد وصيدلية ومحل تسوق يهودي، رافعين لافتات تقول “الموت لليهود” “اقطعوا رقاب اليهود”!!
وتحض الصحيفة الحكومات الأوروبية على القضاء على مثل هذه المظاهر بقوة، مشيرة إلى أن الذين يقومون بها ليست لديهم فكرة واضحة عن القضية، وأنهم يبحثون عن كبش فداء للتعبير عن غضبهم وعدم رضاهم على المجتمعات التي يعيشون فيها وعدم انسجامهم معها. وان غزة باتت مجرد عذر لهم للهجوم على اليهود، وأنه كلما زاد عدد هذه الهجمات كلما زاد عدد من يحاكونها.
وتنفرد صحيفة ذي ميل أون صنداي بنشر ما تصفه بالمفاجأة من توني بلير، قائلة إنه “بينما تحترق غزة ، يحيي مبعوث سلام الشرق الأوسط توني بلير حفل عيد ميلاد باذخ لزوجته ليلة الجمعة في منزلهما الريفي الذي تقدر قيمته بنحو 6 ملايين جنيه استرليني. 
وتقول الصحيفة إن بلير الذي يقتضي دوره السعي لتحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار في أوقات النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين قضى معظم الأسبوع الماضي في بريطانيا قبل أن يضيّف عددا من أصدقائه في حفلة قدرت كلفتها بنحو 50 ألف جنيه استرليني.
وتضيف الصحيفة أن مفاجأته لزوجته شيري في عيد ميلادها الستين كانت بدعوة 150 من أصدقائهما المقربين، ومن بينهم وزراء سابقون في حزب العمال ورجال أعمال أثرياء ونجوم تلفزيونيون.
وتقول الصحيفة إن بلير استأجر الثنائي الراقص الشهير في برنامج “ستركتلي كوم دانسنغ” كريستينا ريهاندوف وأيان ويت لتقديم عرض راقص في الحفلة فضلا عن الكوميديان بوبي دافرو لتقديم فواصل مرحة.
وتشير الصحيفة إلى أن حفل بلير غير المتوقع هذا، الذي أجري في وقت تفاقم الدمار وعدد القتلى في غزة فاق الألف قتيل، قد انتقد الليلة الماضية مع إشارة البعض إلى أنه كان بإمكانه تأجيله إلى وقت آخر لاسيما أن عيد ميلاد شيري الحقيقي لن يحل قبل 23 سبتمبر.