لا تزال الأزمة العراقية المتفاقمة تسيطر على اهتمامات الصحف الأميركية بالرغم من الأزمات الأخرى التي تعصف بالمنطقة، وانتقد بعضها سياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما وما أسمته فشله في العراق، ودعت أخرى إلى تنحية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا لمارك ثيسن انتقد فيه سياسات إدارة أوباما في العراق والمنطقة، وقال الكاتب إن الانسحاب الأميركي من العراق أتى بنتائج عكسية.
وأضاف ثيسن أن أوباما فشل في منع قيام “الدولة الإسلامية” بالرغم من أن نشوءها لم يكن على شكل مفاجئ، وأنه رفض توسلات المسؤولين العراقيين المتكررة التي تطالبه بشن ضربات جوية بطائرات بدون طيار ضد أماكن انتشار “الإرهابيين” في العراق.
وأشار إلى أن طلب المسؤولين العراقيين من أوباما ضرب المسلحين الذي لا يزال قيد النظر يشبه إلى حد بعيد طلب صاحب المنزل الذي يتعرض للحريق الذي يقول له مسؤولو الإطفاء إن طلبه قيد النظر، وتساءل: ما الفائدة إذا ما سقط المنزل بفعل اشتعال النيران قبل أن تأتيه سيارات الإطفاء؟
نزعة استبدادية
من جانبها، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا كتبه كل من رافع العيساوي وزير المالية العراقي ونائب رئيس الوزراء السابق بالاشتراك مع محافظ نينوى بشمال العراق أثيل النجيفي، انتقدا فيه الموقفين الأميركي والإيراني المتمثلين في استخدامهما نفوذهما للإبقاء على المالكي بالسلطة.
كما انتقد كاتبا المقال سياسات المالكي ووصفاه بأن طائفي ولديه نزعة استبدادية، وأنه سخر القضاء العراقي لصالحه واعتقل الآلاف من السُنة دون محاكمة.
وتحدث المسؤولان العراقيان بمقالهما عن سياسات “تنظيم الدولة” وقالا إن مسلحيه سيطروا على مناطق متعددة في شمال وغرب العراق بحجة الدفاع عن السُنة ضد حكومة المالكي المدعومة من إيران.
وأضافا أن “تنظيم الدولة” يحمل فكرا يسهم في تشويه الإسلام وإهانة الثقافة العراقية، لكنه برغم ذلك يلقى دعما من جانب العشائر السُنية التي تنظر إليه بوصفه أهون الشرين مقارنة مع المالكي.
تنحية المالكي
ودعا العيساوي والنجيفي إلى تنحية المالكي، وقالا إن العراق بحاجة إلى رئيس وزراء جديد وإلى حل المشاكل العالقة، وإلى إنشاء قوات محلية جديدة بالمناطق السنية على غرار البشمركة الكردية، يكون بمقدورها إلحاق الهزيمة بمسلحي “تنظيم الدولة”.
وفي سياق الأزمة العراقية كذلك، أشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف إلى أن فرنسا منحت البارحة حق اللجوء السياسي لآلاف المسيحيين الفارين من العراق جراء الانتهاكات التي يواجهونها على أيدي “تنظيم الدولة”.
أضف تعليق