سبر القوافي

تعليم بلا تربية!

كلما سارت خطاي، أتذكر والدي حينما يقول: 
(لا يـؤُنـقني تفوقك في المادة العلمية كثيرًا، بقدر ما أعتني في لطافة أخلاقك، 
وقوام شخصك، واحترامك لناصحك، وسلوكك في مدرستك، وتحمل أوزار جارك)
 
وامتدت الأيام، وانطوت الأعوام، وما زالت الارشادات مستمرة، 
والتوجيهات مُصوبة على مُعظم الهفوات والعيوب التي يراها.  
إذ يحق لي أن أقول: كان والدي يعّي مقولة: ( التربية والتعليم )
 
رعاية بلا تربية: 
في زماننا هذا، ثمة أخلاقا حميدة باتت تتلاشى من أحداق عيني، 
لأن الابناء افتقروا كثيرًا من التوجيهات الأبوية الصائبة، 
التي توقد القلوب، وتزيل عتمة السواد، بَيْدَ أن المربين 
أجحفوا من شأنها وانحاشت عن أعينهم جّراء اغـتنائهم أمورًا كثيرة، 
والله ليست “أحقُّ/ وأولى/ وأجلُّ/ وأعلى” من التربية والتوجيه.

داخل أسوار المدرسة:
هناك، لا يسّع للإدارة المدرسية برمتها حتى وإن تكاتفت مع الأساتذة، 
بحجب كل السلبيات التي تشاهدها على الطلبة، وذلك يتعَّـذر ولا يتيـسر، 
إلا بتعاون أولياء الأمور، وزيارتهم للمدرسة بشكل دوري وفعّال، 
ولا يكتفوا بإسناد المهمة إلى غيرهم، وإنما يجب عليهم إعطاء 
الموضوع حقه ومستحقه، ومعرفة مستوى الابن خلقيًا، وتعليميًا.
ما أجمله من مشهد، حينما تكون المصلحة مقننة بين المعلم والمربي، 
والهدف المنشود هو صلاح التلميذ، وتفوقه على جميع الأصعدة.  
والأجمل من ذلك (أن يعّي المعلم أن الأعين مسلطة عليه دومًا، 
وأنه يظل معلمًا في داخل الصف وخارجه، في داخل المدرسة 
وفي الطريق ، قدره أن يكون قدوة). أو كما قال: نيتر شنايدت.
 
ومضة:
إذا توسطت عنايتك بالمرء سوف تنل إحسانه في أكثر الأحيان،
وكلما زادت عنايتك! ربما تفقده بالكلية وبدون أن تشعُر.