في نص شعري جميل، وعذب، أهداه الشاعر “صالح الزمانان” إلى سجين الرأي “عياد الحربي”، يخاطب فيه ظالميه، ومن انشغل بظلم الآخرين وترك حياته الخاصة، وما يمكن أن يصنعه لمحيطه بعيدًا عن الإضرار بالآخرين.
وجاء نص “الزمانان”.. كالتالي:-
ما أتعسكم أيها الجنود
لا تجلسون تحت الشجرة بل تختبئون خلفها
وتصوبون البنادق اتجاه العشب
إذا حركته أمواج النسيم الوادعة
وتكرهون صوت العصافير والنهر
لأنها تؤجل موت العابرين نهارًا أو نهارين
ما أتعسكم أيها الجنود
لم تذهبوا مع أطفالكم صباحًا إلى المدرسة
بل ذهبتم إلى الأطفال البعيدين
كي تمنعوهم من الذهاب برفقة آبائهم
لم تقيموا حفل شواء في حفل المنزل مع الأصدقاء القدامى والجيران الجدد
بل هربتهم لإشعال الحرائق في قلوب النساء والغابات
ما أتعسكم أيها الجنود
توقفوا عن التبسّم
وإطلاق النكات الإباحية
وأبعدوا أصابعكم عن الزناد
واكتبوا رسائل حانية إلى الأمهات
واكتبوا شعرًا مسروقًا لحبيباتكم
فكروا في ندم الشيخوخة الذي يظل بين العينين كرصاصة ليست طائشة
وأنتم تهزون العمر من أمام عتبات البيت البائسات
ما أتعسكم أيها الجنود
أضف تعليق