كتاب سبر

السعدون حداقاً

كنت أعلم ان العم أحمد السعدون سياسي صلب, ودستوري قح ,ينام بين دفتي الدستور بعد ان يعلق “بشته ” على حواف سطوره واضعاً رأسه على أقرب مادة ,متلحفاً بمذكرتها التفسيرية ,ثم يفتح عينيه ليوقظ الحلم الوطني الراقد بجانبه ليخرجا سويا ليوم عمل اخر في ميدان السياسة ,  وكنت أعلم ايضاً بأنه يملك ” كاريزما ” شعبية طاغية تتقزم أمامها أي ” اكزيما ” شعبية  من تلك التي  تجعل المتابع للشأن السياسي يحك راسه مراراً وتكراراً  لمجرد التفكير بانها موجودة , كنت أعلم كل هذا وغيره كما يعلمه غيري ولكني لم اعلم يوماً بأن أبا عبد العزيز ” حداق ” ماهر أيضاً  ! .
قصة اكتشافي هذا بدأت عند دار نقاش بيني وبين صديق عزيز جداً ,كان محوره  تغاريد السعدون المرمزة   والمتكررة , ونظراً لأني لم  استشر هذا الصديق فلن استطيع ذكر اسمه طبعاً ولكني استطيع القول بانه مدون ومغرد مشهور واول حرف من اسمه ” خالد ” ,كما أنه يسكن في صباح السالم وهو من قبيله تلقب ” بالهيلا ”  والعذر منكم  لا أستطيع البوح  بتفاصيل اكثر.  المهم أن صديقي هذا  قال لي يومها بأن تغاريد بو عبدالعزيز هي مجرد رسائل خاصة او كما يقال بالعامية : “كلام  يدل دربه”! , لم أنتبه يومها  “للغمنده السعدونية ” لولا تحليل صاحبي  الذى صدق وهو ” أريب” ,ففعلاً اثبتت الأيام بأن أبا عبد العزيز ” كان يحدق وعلى رواق” ,أو كما يقال بالفصحي : يعكر الماء ليصطاد السمك !  .
والحمد لله لم ننتظر طويلا  فقد ” نبر خيط” ابوعبدالعزيز أخيراً نبرة ايقاعية تصاعدية تليق بأوركسترا بحيرة البجع والبط و”هز يا وز” ,شاهدنا تعكر مزاج السمك وتنرفزه , “زعانف بوست” هنا وهناك تطبل لمصداقية  لعوب تهز وسطها منتشيه ,تغريدات حلزونية  ” تلبط” هنا وهناك تعزف بحرقة عوداً من حزمة اشاعات لتجعل منه  بخور سوق التايم لاين ! , وبين هنا وهناك وتلك وذاك سمك يلعب بذيله يحاول التملص من خيط بو عبدالعزيز  فيصطدم برأسه بجدار ” محمل تاريخه ” أو يدخل على رغم أنف خياشيمه “شبكة التويتر” ليعلق فيها منتظراً  مصيره  المحتوم ! ,
قطعاً لن أجيب هنا عن الاتهامات التي وجهت للسعدون فقد كفاني مؤونتها  الكثير كالمدونين خالد العتيبي, وبشار الصايغ ,ومحمد المطني ,واخيراً الدستور ,بالإضافة الي كوني على مذهب يقول : لا تعط فقيراً سمكة ,بل علمه كيف يصطاد السمك , وايضا كفاني بوعبد العزيز مؤونة هذه وعلم فقراء الأجوبة “الحداق علي اصوله”, كل ما اريد قوله هنا أن العاقل لا تستسيغ  خلاياه الجسدية والعقلية نوعين من الاسماك ولا يمكن أن يدفع فيهما فلساً أحمراً , وهما “السمك الملوث” و”السمك اللايث ” ! , كفانا الله واياكم شر الملوثات ,و”اللوثات”  صغيرها وكبيرها جلها ودقيقها .