بورتريه

لُجين الهذلول.. “الحُلم”و”التابوهات”.. من ينتصر..؟!

“جريئة” وسط مجتمعٍ فيه بين كل “تابو” و “تابو”.. “تابو” آخر.  و”التابو” مفردةٌ قديمة أصلها فرنسي تعني : المحظور في أعراف المجتمع حتى وإن لم يكن هذا المحظور مبرراً. سخِر منها أسرى “التابوهات”، في المقابل كانت “ملهمة” لآخرين قد لا يجرؤ بعضهم على مساندتها في العلن.


 الاعلام الغربي يراها فتاةً “مناضلة” من أجل قضيتها، “لديها حُلم”.. مطلبها واحد.. شَغل وقتها وتفكيرها.. أن تقود المرأة سيارة في بلادها (السعودية). لُجين هذلول الهذلول فتاة عربية سعودية تبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما، تخرجت حديثا من إحدى أشهر الجامعات في كندا.. جامعة “بريتش” حيث درست الأدب الفرنسي.. أثرى آداب الأمم.


 ما فعلته “لجين” بالأمس كان موضع اهتمام كثير من وسائل الاعلام العربية والغربية ووسائل التواصل الاجتماعي، حين قررت قيادة سيارتها بنفسها من دولة الامارات حيث تعمل، الى بلدها السعودية كونها تملك رخصة قيادة كندية وأخرى إماراتية معتمدة في جميع دول مجلس التعاون الخليجي. مُنعت من دخول السعودية بسيارتها حتى ساعة كتابة هذه السطور.. تحدّت المسؤولين في المنفذ البري السعودي إن كان في القانون السعودي ما يمنع المرأة السعودية من قيادة السيارة فلم تجد إجابة لدى المسؤولين هناك، استمرت في تحديها ومكثت الليلة الماضية في سيارتها على الحدود، تماماً كـ “عبدالودود” في فيلم “الحدود” مع فارق أن الأخير مُنع بسبب فقدانه جواز سفره أما “لجين” فيبدو أن “العُرف” وحده من يمنعها.


“ثورة” لجين على واقع “المرأة” غير المثالي في بلادها حسب رأيها بدأت مع ابتعاثها للدراسة في كندا،  حيث لقيت دعماً ومساندة من والدها، فحققت شهرة واسعة كـ ناشطة في مجال حقوق المرأة، من خلال مقاطع الفيديو التي تتحدث فيها عن قضايا المرأة السعودية،  ومشاركتها في حملات للمطالبة برفع الحظر عن قيادة المرأة السعودية للسيارة.. وعلى الرغم من محاولات “التسطيح” و “التهميش” و السخرية لنشاط لجين الهذلول، إلا أن ما فعلته الليلة الماضية “تاريخي” وغير مسبوق ، وقد يكون  له تأثير مستقبلي إيجابي على طموحها المشروع في أن تقود المرأة السعودية السيارة في شوارع بلادها، كما هو حال المرأة في كل أنحاء العالم.


“قيادة السيارة” من وجهة نظر “لجين”  ليست نهاية المطاف، لكنها البداية لاستحقاقات أخرى مستقبلية للمرأة السعودية. صحيح أن “لجين” ليست “أنديرا غاندي” ولا “فدوى البرغوثي”.. لكنها في الوقت ذاته ترفض أن تكون “موءودة” الطموح في زمن ليس بزمن أبي جهل ، ولا أن تكون “المجنونة” في قصة الأديب الفرنسي “غي دي موباسان”..!