بورتريه

أحمد الجبر.. “حيث البطولة باطلٌ والحق زاهق”..!

نحن في زمن أصبح فيه القابض على حرية رأيه كالقابض على الجمر وقطع النيازك الملتهبة.. ومن نتحدث عنه اليوم “شِهابٌ حُر” ورجلٌ محارب بفكره وكلمته وموقفه وضميره.. رجلٌ تتطلّع إليه بحقد كل عقارب “السُّلطة” وأفاعي “المتنفّذين” ، و”تَتَشمّمُ” رائحة جراحه كل أسماك القرش في بحر “المرئي والمسموع” وهو يسبح بذراعي “الحرية والحقيقة”.


يقول الخطيب الروماني الشهير “شيشرون” : ان الضربات المتواصلة و لو بأصغر فأس كفيلة بتحطيم أكبر أشجار الوجود”.. وهو بإمكانيات فنية ومالية متواضعة لـ”فضائية” و “صحيفة” كان “فأساً” في غابات “الفاسدين” الكثيفة..  وناراً أحرقت أشجار “الإعلام الفاسد” حتى تصاعد الدخان من خمائلها.
أحمد الجبر.. بدأ حياته الإعلامية متخصصاً بـ”الإعلان” فأسس وشريكه “عبدالحميد الدعاس” جريدتين اعلانيتين “الصدى” و “الثلاثاء” انطلق منهما الى تأسيس “شركة المجموعة الاعلامية” التي تضم “قناة اليوم” وصحيفة “عالم اليوم” وصحفاً إعلانية ومطبعة وشركة توزيع.


قصته مع “قناة اليوم” سوف تُصبح يوماً ما مثالاً يُدرّس في كليات الإعلام والأكاديميات عن ما يتعرض له الإعلام الحر في بلاد “خنق” الحريات وطمس الرأي الآخر.
و”لأن الكلام وحده لا يكفي ولا بُدّ من نطق الحق” كما يقول “شكسبير” دفع الجبر غالياً ثمن فتح “نافذة”  للحق في قناته وجريدته، من خلال الملاحقات القانونية والغرامات والإغلاق وسحب الرخيص، فلم يتراجع.. “خوّنوه” واتهموه بتلقي دعم مالي من الخارج، فاستمرّ في رصد الحقيقة ورجم أكاذيب “السُّلطة” بأحجار “المُعارضة”.. لم يجدوا حيلة سوى “خطة شيطانية” انتهت باغلاق كل من قناته وجريدته بعد إسقاط “جنسيته” بشكل “غير مشروع ومخالف للدستور ولقانون الجنسية” حسب رأي المحكمة الإدارية.


أحمد الجبر ورغم الذي حدث له، بقي على “عنفوانه” .. قامته “فولاذية” لا تخدشها سيوف “الشامتين” المصنوعة من الخشب.. ولا غبارهم الذي ينثرونه عليه يُخفي بريق الذهب.. هكذا بدى في ظهوره الاعلامي الأخير مع أحد محاميه “علي الراشد” الذي انضم حديثا له.. لسان حاله قبسٌ من شعر أحمد مطر: “أنا لن أنافق حتى ولو وضعوا بكفي المغارب والمشارق.. يادافنين رؤوسكم مثل النعام تنعّموا وتنقّلوا بين المبادىء كاللّقالق.. ودعوا البطولة لي أنا حيث البطولة باطل والحق زاهق..!