كتاب سبر

نعم للمخدرات

لو كان المثل الشعبي “الأسامي ببلاش” مناقصة مطروحة, فلا أظنها ستفلت من يد “لوبي المخدرات”, فشروط  “البلاش”  كافة تنطبق على أسماء المخدرات, “كالهيرويين”, و”الافيون”, و”المورفين”, و”الشبو” !, نعم صدق أو لا تصدق, أسماء المخدرات حروفها جميلة لعوب لا تصف بأي حال من الأحوال قبح  فعلها في الحياة البشرية ! “الهيروين” مثلًا اسمه يعني البطولة  في اللغة اللاتينية, و”الافيون” يعني المنوّم, و”المورفين” أطلق عليه هذا الاسم تيمناً “بمورفيوس” إله الأحلام في الميثولوجيا الإغريقية, أما “الكوكايين” فهو  “سِمي” شجرة الكوكا, هذه الشجرة الأنيقة التي لا تملك أن تأملت طلعتها الخضراء البهية إلا أن  تقول “يا ما تحت الباهي دواهي”! أما “الشبّو”  فقصة أخرى حيث كان يا ما كان في قديم الزمان في بلاد اليابان زوجان يحاكمان بتهمة تعاطي “كريستال الميث”، وبعد أن حكم عليهما القاضي بالسجن لمدة 18 شهراً، نصحهما قائلا: هذه المخدرات سوف تمتص عظامكما وكلمة تمتص تنطق باليابانية: (shaburu) التي تحولت لاحقاً إلى (Syabu)  أو “شبو”, وشهادة لله القاضي الياباني معذور وعداه العيب كما عدي قبلاً منتجات بلاده فهو لا يتكلم العربية ولا يعرف ان “شبو اليابان النتن” غير “الشبو” العربي، فهو هنا نبتة ذات عبق عطري يسمونها في اليمن ملكة الليل ويستخدمونها لتعطير الأجواء.
“شبكة المخدرات القابضة” – على حيوات المدمنين طبعاً- تستحق ولا شك مناقصة “الأسامي ببلاش”, ولكن أكثر ما أخشاه أن يعميها الطمع فتقتحم ميدان السياسة فالبلاش فيها طاقة متجددة لها احتياطات هائلة  تحت أرض السياسة  وتعتبر استثماراً واعداً  , الهيروين مثلاً أو  ” البطولة” بالمعني اللاتيني , هو قاعدة  مهمة من قواعد السياسين  ويكفيك ان ” تطل طله ” على بضائع ” البطولات الوهمية ” وكيف تخلو منها أرفف اسواق  التكسب الشعبي بمجرد نزولها لتتأكد انها “قاعدة” وبل و” داعش” أيضاً في حالات معينة !! , وكذلك “الافيون” أو المنوم , مهم جداً في مجال السياسة كضرورة  لإلهاء جفون الاصلاح الحقيقي فلا أسعد على قلب السياسي من سماع شخير نوايا الاصلاح  الحق عندما تدق ساعة منبه فجر الوقائع  ! , اما المورفين دين “مورفيوس” اله أحلام الكفرة الاغريق-عليهم من الله ما يستحقون- فقد صار له في مضارب السياسة  كنيسة ,لها كهنة ,وسدنة تراهم يرتلون أمام الشعوب صبحةً وشعيا كتاب “مورفيوس الحالم ” , والغريب أن الكثير يعتنق هذا “الدين المورفيسي الشاخر “!,رغم الفرق الكبير بين ان يكون الحلم مطلوب ,وبين ان تكون المطالب اضغاث احلام ,لا تسند ظهرها عل كتف واقع  ثابت ! , اما “الشبو”  فيا ساتر! , إن نزل ميدان السياسة بحسب ” الكتالوج الياباني ” !!, “فالشبو السياسي” سيمتص ” كل عظمة  اصلاح حقيقي,ويجعلها قابلة للكسر مع هبوب أول نسمة مصلحية !
ادعو الله صادقاً ’أن تكتفي المخدرات بمناقصات ” الأسامي ببلاش ” وان ” لا تبلشنا ” وتدخل في مزايدات السياسة ! فلا أسوء من سياسي يقول في وجه الشعب ” لا للمخدرات ” كشعار انتخابي , بينما في قفا ذات الشعب تنشد كل اشعار افعاله “نعم للمخدرات ” وأسمائها  اللي كانت ,وما زالت, وستبقي “ببلاش “!.