كتاب سبر

إن البقر تشابه علينا

رغم يقيني الكامل بأن الخلاف بين قطبي الحراك السعدون والبراك هو مجرد خلاف على الوسائل لا الغايات ,ولكنه يبقي أمر لا يمكن انكراه أو السكوت عنه , فالسكوت سيعطي ” المايك” للمتصيدين في الماء العكر , وما اكثر “حداقة” المياه العكرة هذه  الأيام , وخاصة ذاك النوع الذي “يقط خيط وخيط” او ما يسمي بعرف السياسة “الحداق بوخيطين”  الذي يحمل علي كتفيه رتبة ” أبو العريف ” و” رائد المفهومية ” , كفانا الله شره وشرصيده العكر .
وإن كانت مهمة ” عدم الانكار ” هي المهمة الأسهل ,حيث  تكفل بها واقع الحال المشاهد ,فالمهمة الأصعب هي مهمة ” عدم السكوت ” والتي ستقع حتماً علي كاهل حركة العمل الشعبي ” حشد ” , فهي الأقدر ولا شك ,كونها تضم السعدون ,والبراك بين صفوفها ,ولكونها أيضاً تملك الأليات الديموقراطية المناسبة لحسم الأمور  كالمكتب السياسي, والامانة العامة  بعد اعلان تنظيمها سياسياً  .
.حان الوقت  لكي تمسك “حشد” بزمام المبادرة عبر حظر الصيد في مياهها السياسية علي ” حداقة العكاره ” وذلك عبر تفعيل خدمة المحاسبة الداخلية عبر خدماتها الديموقراطية فليس مقبولا ان تؤدي حركة سياسية عريقة “كحشد” دور الزوج المخدوع  الذي يكون أخر من يعلم !

.فلتفعلها حشد وتحسمها وسنساندها جميعاً – العقلاء منا علي الاقل – لأننا نعلم يقيناً ان الخلاف  داخل العمل السياسي أمر طبيعي ويحدث داخل أحسن ” الأليات” الديموقراطية  , نعم سيبقي الخلاف  أمراً طبيعياً ما دام لا يحتوي علي ” اضافات متصنعة ” ,وسيبقي طبيعياً “وزي الفل”  ما دام لسان حال الحراك السياسي المخلص يحبه ان يكون كذلك , ذا مذاق طبيعي واحد بعيد عن اختلاف أذواق “الاضافات المتصنعة” التي لولاها لما بارت سلع الحراك حتي وصلت الي سن اليأس! , تلك الاضافات المضرة المتكدسة علي ارفف  أسواق السياسة هذه الايام , والتي أمرضت جسد الحراك وأنهكته بعلل لا تعد ولا تحصي كمرض “الحساسية الزائدة” الغير ملتزمة ” بسياسة الرشد ”  ومرض “عمي الالوان” الذي يقود فسيفاء حريات مبصرة تضم الف لون ولون للرأي والرأي الاخر , بالإضافة طبعاً إلي مرض “جنون البقر  السياسي ”  هذا المرض الذي صرحت منظمة الصحة الديموقراطية العالمية مؤخراً بانه لا علاج له إلا “إن حجت البقر علي قرونها ” ! وإلي ذلك الحين استسمحكم عذراً فأنا لا استطيع  ولا يستطيع غيري كذلك  وصف اعراض هذا المرض ” المصرقع” في مقال واحد ففي الاخير وبمثل هذه الاجواء السياسية الرمادية لا تلوموا  أحداً ان قال لكم : إن البقر تشابه علينا .

 @bin_7egri