كتاب سبر

صرخة قلم
“حدس”.. واللعب على الحبلين

حدس، وما أدراك ما حدس، تلعب على الحبلين كما يقول المثل الشعبي، فهي تمارس الازدواجية في المواقف السياسية، حيث تضع قدم على أرضية المعارضة، وقدم على أرضية الحكومة، “واللي ياخذ أمي.. هو عمّي)، فإذا انتصرت المعارضة وجاءت انتخابات، فهم الرابحون من خلال ممثلينهم مع الأغلبية، والذين يطالبون دائمًا بالتجمعات بساحة الإرادة، وإذا انتصرت الحكومة، فهم حبايبها من خلال مكتب الأمانة الذي دائما يلتقى مع القيادات ويبدي تأييده لها، وأنه ضد الحراك.
بعض أعضاء مكتب الأمانة العامة لـ”حدس” يلتقي قيادات ويعلن براءته مما يحدث بالساحة السياسية، وإن حدس لا دخل لها بها، وفي المقابل، ممثلين حدس بالأغلبية هم من ينادي للخروج لساحة الإرادة.
المُضحك أن محمد الدلال حضر اجتماع القوى السياسية الذي عُقد في مقر حشد ممثلا عن حدس، وإذا حضر الإرادة قال مكتب الأمانة أن الدلال يمثل نفسه، فمكتب الأمانة العامة لـ”حدس” يلتقون القيادات بالدولة صباحًا، ويعلنون رفضهم للتجمعات والمسيرات، وفي المساء ينادون ممثلينهم  بالأغلبية للخروج لساحة الإرادة مساءً، وإذا سألت مكتب الأمانة عن تصرفات ممثلينهم بالأغلبية، قالوا لك (يمثلون وجهة نظرهم)، ويا سبحان الله، في ساحة الإرادة يمثلون أنفسهم، وفي اجتماعات القوى السياسية يمثلون “حدس”.
أنا شخصيًا لا أعرف أين أضع حدس؟ هل مع الحراك الشبابي؟ أم ضدّه؟ فموقف حدس السياسي “ناس مع الحراك.. وناس مع الحكومة”، وهذا يذكرني بأغنية  حسين جاسم التي تقول كلماتها “توني عرفتك زين.. تلعب على الحبلين.. غيرك يحب واحد.. وانت تحب اثنين”.
بقلم.. ناصر الحسيني