أقلامهم

أحمد الخطيب: الحكم الشبابي في المملكة.

يتفاءل البعض بتولي الشباب المسؤولية في المملكة، وهو ما يتماشى مع التطورات التي يشهدها العالم، ويقودها شباب عالمي، يريد حياة أفضل تحميه، وتوفر له كرامة افتقدها منذ فترة طويلة، كبديل عن ثقافة الطاعة العمياء المذلة.
لسنا بمأمن عما يحدث في العالم، من انتفاضة عمَّت كل أرجائه، فنحن نعيش مخاضها المؤلم، عاجزين عن التنبؤ بموعد انتصارها.
التساؤل المطروح: هل القيادة الشابة في المملكة جزء من هذا الحراك المبارك؟
البعض يؤكد هذه المسألة، وآخرون يأملون ذلك، مع إدراكهم صعوبة المهمة، وتعقيداتها الكبيرة، في ظل القضايا المطروحة، إلا أنه «حالم متفائل» مَن يعتقد أنه بالإمكان معالجتها جميعاً، لأنها تمسُّ علاقات إقليمية متوترة، ومشاكل اجتماعية وفكرية موغلة في تاريخنا الطويل كله.
وفي المقابل، هناك أمور عدة وعاجلة يمكن حلها أو إطفاء نيرانها، ويتمثل ذلك بعلاقة «الجيران» في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، الذي تحوَّل إلى نادٍ للصراع، بدلاً من أن يكون للتآلف والتفاهم والتعاون بين هذه الدول، حكوماتٍ وشعوباً.
وأهم هذه المعضلات، التي كانت سبباً في عدم تطوُّر هذه المنظومة إلى الأفضل، ما يتعلق بـ«التنازع» الجغرافي والنفطي الحدودي، حيث يعتقد البعض أن المملكة، بمساحاتها الشاسعة وإمكانياتها النفطية الهائلة، ليست بحاجة إلى المزيد، في الوقت الذي يسبب هذا الأمر «قلقاً» لجيرانها، ولعل تعذر حصول الكويت على الغاز القطري يمثل أبشع صور هذه المآسي.
أنا لا أُعيد طرح هذه الأمور حباً في التكرار وإثارة المشاكل، كما يتوهم البعض ويحلو له، بل لأنني «حالم متفائل» أمام ما أحسسته من إشارات، وإن كانت خافتة، لـ «حلحلة» هذا الملف المؤلم، فقد أخذ المعنيون من الكويتيين بهذا الشأن، يرون أن ذلك يمكن تحقيقه على أرض الواقع بسرعة غير متوقعة، وآمل أن تكون هذه المعلومات صحيحة، لأنها تمسُّ أكثر من دولة في مجلس التعاون.
أما بالنسبة للتغيرات الداخلية في المملكة، فـ «أهل مكة أدرى بشعابها»، وستكون لها تداعياتها وآثارها على دول الجوار المحيطة، والقول بأن «سياسة السيف والمنسف لن تتغيَّر» فيه شيء من المبالغة، وربما فيه تجنٍّ على شباب طموح حريص على مكانة المملكة.
آمل أن يكون هذا الطموح المتواضع في التغيير في محله، فـ «تفاءلوا بالخير تجدوه»، وطريق الإصلاح طويل، لكنه يبدأ بالخطوة الأولى.