أقلامهم

مشعل الظفيري: محافظ ليفربول … يمني بدون!

عبدالباسط الخليدي هاجر من تعز اليمنية إلى إنجلترا ليبحث عن العدل واحترام الحقوق الإنسانية… ببساطة أراد الرجل الاستمتاع في آدميته فاستقر به الحال في ليفربول…
تعايش مع أهلها فأحبهم وأحبوه وسخر قدراته للعمل الاجتماعي فصار عضواً فعالاً… حصل على الجنسية البريطانية دون وصاية تاجر أو وساطة نائب وتقدم لانتخابات البلدية فحصل على نسبة 85 في المئة، وفاز بمنصب محافظ ليفربول واستقبله الإنجليز بالأحضان وقدموا له التهاني والتبريكات دون حسد أو حقد… لم نسمع أحد المتعصبين يصيح بصوت عالٍ هذا دخيل على بريطانيا العظمى… أو يصرح آخر عبر الإعلام أن هؤلاء العرب يريدون السيطرة على مجتمعنا… طالما الرجل يحمل جنسية بريطانية فلا يستطيع أحد التشكيك فيه البتة!
نحن في الكويت لسنا بعيدين عنهم وعن أخلاقهم فالبدون عندنا تطلع روحه السابعة ولا يحصل على الجنسية حتى وإن سال دمه دفاعاً عن الكويت !.. أجيال وأجيال من البدون أحبت الكويت وترعرعت على ترابها وهي تعتقد منذ طفولتها أنها كويتية الهوية بامتياز ولكن الصدمة تكون عليهم كبيرة بعد أن يبلغوا الحلم ليكتشفوا الحقيقة المرة أنهم بدون وهم لا يعرفون ما معنى البدون وما عليهم سوى مراجعة اللجنة المركزية للبدون ليذوقوا ويلاتها و«يتمرمطوا» في دهاليزها حتى وإن كانوا صياماً في رمضان.. لا يشفع لهم تاريخ أبائهم ولا تشفع لهم قدراتهم العلمية.. حتى وإن قاموا بواجب وطني فهو لا يعتد به في شروط الجنسية عند أصحاب القرار فالملفات توضع بحسب الواسطة.
هذه فئة مغلوبة على أمرها ولا تريد سوى حقها في المواطنة، وأقسم بالله هناك من البدون من لديه حب للكويت يفوق كثيراً من الكويتيين أنفسهم.. يريدون عيشاً كريماً.. يريدون حقهم في التعليم ليحققوا طموحاتهم العلمية.. يريدون حقهم في الخدمات الصحية أينما وجدت… يريدون حقهم في التوظيف ليحموا أسرهم من التشتت والضياع..
سحقاً لإحصاء صار سبباً في إهانة الكريم ونحن نعلم يقيناً من هم البدون ومن هم الذين دخلوا عليهم فاستولوا على حقوقهم… انصفوهم قبل فوات الآوان… انصفوهم حتى لا تحاسبوا أمام الله… انصفوهم بحبكم للكويت وليس لمتاجرتكم بقضايا الوطن… نعم هم يستحقون الاحترام والتقدير لأنهم كرام وأبناء كرام رغم الفئة القليلة جداً التي دخلت معهم على الخط وأنتم تعرفونهم حق المعرفة… والله المستعان على ما تصفون.
إضاءة:
إذا تزوجت التجارة بالسياسة فإنها تنجب مجتمعات مشوهة في كل شيء، ولا يمكن معالجة هذه المجتمعات إلا بالتدخل الجراحي فقط.
meshal-alfraaj@hotmail.com