آراؤهم

بقلم.. فيصل الحمود المالك محافظ الفروانية
الحاضر فينا رغم الغياب.. في الذكرى الـ 16 لوفاة الوالد رحمه الله

نشتق معنى آخرًا للفقد والغياب، ونحن نطوي عاما آخر على رحيلك، الذي صار تقويما زمنيًا متسلسلًا، في ثنايا روح وضمير، يتسع فيهما الوفاء لكل ما تمثله من قيم.
ستة عشر عاما من غيابك الجسدي، لم نحظ فيها ببهاء طلتك، دفء لقاء الاب بالأبناء، الاحساس بوجودك في المكان، سؤالك الدائم عنا، حسن سماعك ليومياتنا ، اصغاءنا لتوجيهاتك، ومتعة شعورنا برضاك.
نشعر كل يوم بخسارة حيوية هذه اللحظات، وعزاءنا الوحيد انها قضاء الله وقدره، إرادة رب عظيم خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ ، أَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً وَأَرْسَلَ فِى خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً.
تغيب جسدا يا ابي، لكن رحيلك لم يكن نهاية حضورك الحافل بالعطاء، لكل من حولك، تلك البذور التي لم تكف يوما عن غرسها، لتثمر يوما ما عملا صالحا وفضاءات من الحس الانساني.
في الذكرى السادسة عشرة ، وفي خمسة عشر ذكرى سبقتها ، وبين الذكرى والذكرى لم تغب يوما ايها العزيز على كل من عرفوك عن قرب، وسمعوا بطيب خصالك.
نسأل ما الذي يمكن ان تنصحنا به، ولا نغفل عن ما جدت به من رأي سديد ، حين نجري مقارباتنا، في المواقف الصعبة، التي يتطلب البت فيها حكمة الحكماء، وقلوب عامرة بالخير.
نحفظها وصاياك عن ظهر قلب، اداء العبادات وإرضاء الخالق عزوجل، طاعة اولي الأمر طلب العلم، عفة اليد واللسان، الجد والاجتهاد، نصرة الضعفاء، الصبر، والعفو عند المقدرة، ترديدك قول سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم “مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر” وأنت تحرص على تعليمنا الدرس الذي اختلفت شروحاته واحتفظ بمضامينه، حب الكويت وأهلها الطيبين، والاجتهاد في السهر على راحتهم، وقضاء حاجاتهم.
في ذكراك نعاهدك مرة اخرى بان نسير على خطاك، نبقى الابناء الصالحين الذين يدعون لك ليبقى عملك نهرا جاريا تنتفع به البلاد و يرتوي منه العباد.
اللهم اجعل لطفك فى قضائك رحمة واسعة ونعيما مقيما لعبدك ، ونسألك يارب أن تقر روحه فى الخلود ، وأن توفقنا فى اتمام ما خطط لنا وأسألك ياربى أن تجزيه الجزاء الأوفى.
وأخيرا جزى الله بالخير وحيا بالكرامة كل من أسف عليه وكل من واسى فيه وكل من تأسى به ، وكل من اقتبس منه، وكل من دعى له بخير. إلى جنات الخلد يا أبا فيصل.