عربي وعالمي

نحس السيسي يعطل الماكينات الألمانية والمصرية ويقتل مؤيديه

أصاب نحس عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب كل المحيطين به خلال زيارته الحالية لألمانيا، التي بدأها الأربعاء، وتستمر ليومين. 
وصاحب زيارة السيسي لبرلين توتر شديد بعد الانتقادات الواسعة التي وجهتها له منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الألمانية، فضلا عن رئيس البرلمان الألماني الذي رفض مقابلته. 
 النحس يعطل المصعد
بدأ الأمر حينما تعطل المصعد الذي يقل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قبل المؤتمر الصحفي الذي جمعها بالسيسي، ما دفعها إلى الاعتذار للحاضرين بسبب التأخر عن الموعد المحدد لبدء المؤتمر.
وبدا على ميركل علامات التعب، وتحدثت بصعوبة في بداية المؤتمر، بعدما اضطرت إلى استخدام سلالم في مبنى المستشارية الألمانية للوصول إلى القاعة.
وأصبح الأمر مثار سخرية وتهكم الكثيرين؛ بسبب العطل المفاجئ الذي أصاب الماكينات الألمانية ذات الشهرة العالمية، والمعروفة منذ عقود طويلة بمتانتها، ما جعلها مضرب الأمثال.
وحول هذا الأمر قال الناشط عمر جبر -عبر تويتر-: “‏مؤتمر السيسي وميركل تأخر لتعطل المصعد.. يا حزن الحزن المصعد اتعطل؟ مفيش فقر (نحس) أكتر من كده بصراحة”.
لعنة السيسي تعطل التكييف
واستمرت لعنة السيسي تسري في المكان، حيث لاحظ متابعو المؤتمر الصحفي أن قائد الانقلاب يتعرق بشدة أثناء تحدثه، حتى أنه أخرج منديلا وأخذ يمسح العرق عن وجه.
وبينما ظن البعض أن الإحراج الذي تعرض له السيسي هو السبب في تعرقه بهذا الشكل، أوضحت رغدة السعيد خبيرة لغة الجسد، في مداخلة تلفزيونية، أن هذا الأمر كان نتيجة تعطل جهاز التكييف في القاعة التي استضافت المؤتمر.
وعلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت على المشهد بسخرية، وأكدوا أن هذا لم يحدث مثله من قبل في أي مؤتمر صحفي في ألمانيا أثناء استقبال ميركل لأي ضيف أجنبي بمبنى المستشارية ببرلين.
انقطاع البث أثناء المؤتمر
ويبدو أن نحس السيسي كان بالقوة التي جعلته يصيب الأجهزة في القاهرة، بينما قائد الانقلاب في برلين، حيث انقطع البث المباشر عن التلفزيون المصري أثناء نقل المؤتمر الصحفي للسيسي وميركل على الهواء.
وبعد عدة دقائق عاد البث من جديد، ليفاجأ المشاهدون بتصوير جديد من زوايا مختلفة، وبصوت شخص آخر يقوم بالترجمة من الألمانية إلى العربية.
وعلقت صفاء حجازي، رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري، على هذا العطل الفني بقولها إنه يحدث كثيرا في كل القنوات التلفزيونية نتيجة اختلاف الإشارات التي تنقلها الأقمار الصناعية أثناء نقل المؤتمرات الدولية.
ونفت حجازي -في تصريحات صحفية- أن يكون وراء هذا الحادث خلل من جانب التلفزيون المصري أو انقطاع للكهرباء أو مؤامرة إخوانية، كما ادعى بعض الأشخاص.
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها السيسي لهذا الموقف، حيث سبق أن اسودت الشاشة مرات عديدة أثناء نقل خطاباته المتلفزة، كان آخرها أثناء خطابه الشهري الأخير في مايو الماضي والذي تضمن العديد من الأخطاء التقنية.
مقتل المؤيدين!
ولم يصب نحس السيسي الآلات فقط في مصر وألمانيا، بل امتد إلى البشر من أنصاره، حيث لقي ثلاثة من مؤيدي الانقلاب مصرعهم صباح الأربعاء وهم في طريقهم إلى برلين.
وقتل الثلاثة في حادث سير في فيينا عاصمة النمسا أثناء قدومهم إلى برلين للمشاركة في وقفة مؤيدة للسيسي، فيما أصيبت سيدة رابعة كانت معهم في السيارة بإصابات بالغة.
وقبيل وصول السيسي إلى ألمانيا بساعات قليلة، أعلنت وسائل الإعلام نقل المستشار الألماني الأسبق “هيلموت كول” البالغ من العمر خمسة وثمانين عاماً إلى مستشفى “هايدلبيرج” في حالة حرجة بعد أن تدهورت حالته الصحية بشكل كبير.
حرج بالغ
واختتم السيسي يومه السيئ بتعرضه لموقف محرج طالما حاول تفاديه، حيث طاردته لعنة مذبحة رابعة في برلين أمام كاميرات التلفزيون، حينما هتفت فتاة مصرية من بين الحاضرين أثناء المؤتمر الصحفي بهتافات منددة بالسيسي، واتهمته بأنه سفاح ونازي، ورفعت شارة رابعة في وجهه، قبل أن يسارع رجال الأمن إلى إخراجها من القاعة.
وللتشويش على هتافات الفتاة، ردد الصحفيون المؤيدون للسيسي عبارات التأييد له، ما أحدث حالة من الهرج في القاعة، فسارعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى إنهاء المؤتمر.
وخرجت ميركل عن قواعد البروتوكول، وضربت السيسي على ظهره بشكل واضح، لتجبره على إنهاء كلمته ومغادرة القاعة، بعدها، ترك السيسي الميكرفون وخرج بصحبة ميركل وسط حالة من الفوضى.
وخارج مكان المؤتمر وجد السيسي في انتظاره مئات المعارضين للانقلاب محتشدين وهم يحملون لافتات تنتقد قمعه لمعارضيه وإصدار قرارات بالإعدام على النشطاء السياسيين.

دير شبيغل: السيسي هو “الأزمة شخصيا”
نشرت صحيفة دير شبيغل الألمانية تقريرا على هامش زيارة زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي لألمانيا، أوردت فيه أن هذا الحاكم العسكري أراد لهذه الزيارة أن تكون مليئة بالمجاملات والصور اللطيفة، لكن الوقائع كانت مخالفة لذلك، واعتبرت أن ما حدث اليوم في برلين يعكس حالة الغليان في مصر، بين سعي النظام الحاكم لتلميع صورته من جهة، والغضب والاحتقان الشعبي من جهة أخرى.
 
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته  صحيفة عربي21 ، أن كل الأمور كانت طبيعية من الوهلة الأولى، لكن النهاية لم تكن طبيعية، بعد أن تخللتها أحداث احتجاج قوية وانتقادات كبيرة طالت السيسي ومن تجرأ على استقباله، كما وصفت شخص السيسي بأنه “يجسد الأزمة التي تمر بها مصر”.
 
وأوردت الصحيفة، في تقرير فلوريان غاتمان ورانيا سلّوم و سيفيرين فايلند، أن فتاة مصرية ترتدي الحجاب، تبين فيما بعد أنها درست الطب في مدينة ماينز وحاصلة أيضا على بطاقة صحفي، حاولت أخذ الكلمة خلال المؤتمر الصحفي، ولكن لم يتم تمكينها من ذلك، ثم أخذت تصرخ مرددة باللغة الألمانية عبارات “أنت قاتل، أنت نازي، أنت فاشي”.
 
وأضافت أن مجموعة من الصحافيين المصريين المرافقين للسيسي سارعوا إلى الوقوف وترديد بعض الشعارات الوطنية بصوت عال، في محاولة منهم للتغطية على الحدث وصرف الأنظار عن هذا الموقف المحرج.
 
وبحسب الصحيفة، أراد السيسي من خلال هذه الزيارة أن يقول أنه الرجل القوي القادر على فرض الاستقرار في مصر، ولكن مجرد مشاهدة ما وقع في المؤتمر الصحفي قد يكون كافيا لفهم حجم الانقسام والاحتقان الذي تشهده مصر، وقد اضطرت قوات الأمن للتدخل لحماية الفتاة المحتجة، من ردة فعل الوفد المرافق للسيسي، خاصة بعد أن اقترب منها أحد الحراس المصريين ورمقها بنظرة مخيفة، ما دفعها للنظر إليه والقول: “لا أريد أن أقتل أنا أيضا”.
 
كما ذكرت الصحيفة أن 150 شخصا تم إحضارهم بالطائرات من مصر خصيصا لإظهار أن السيسي يحظى بدعم المصريين المغتربين في ألمانيا. وقد تجمع هؤلاء منذ الصباح الباكر أمام مقر المستشارية الألمانية في برلين، ونصبوا مضخمات الصوت، وعلقوا لافتات الترحيب بالسيسي في ألمانيا التي جلبوها معهم من مصر، كما لعبت السفارة المصرية دورا كبيرا في تأطير هؤلاء المساندين ودعمهم.
 
في المقابل، قالت الصحيفة إن هذه الحملة الدعائية التي حرص فريق السيسي على تنظيمها “بكل عفوية” لم تغط على حضور المئات من المحتجين الذين عبروا عن سخطهم من طريقة حكمه لمصر.
 
كما عبرت الصحيفة عن استغرابها من سلوك الوفد الصحفي المصري، فقد تصرف الصحفيون المصريون بشكل غير معهود في عالم الصحافة، إذ لا يكاد السيسي ينهي جملة حتى ينخرطوا في حملة تصفيق حار. كما قام صحفي مصري باستهلال سؤاله بالثناء على السيسي، ثم قام بتوجيه سؤال محرج للمستشارة الألمانية.
 
ولاحظت الصحيفة أن المكان الذي وقف فيه السيسي خلال المؤتمر الصحفي هو المكان ذاته الذي وقف فيه الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي قبل سنتين. وقالت إن هذا الرئيس الذي أطاح به الجنرال عبد الفتاح السيسي في انقلاب عسكري، يقبع الآن في السجن، كما صدر في حقه مؤخرا حكم بالإعدام.
 
واعتبرت الصحيفة أن أنجيلا ميركل أرادت حفظ ماء وجهها، من خلال توجيه ملاحظة إلى ضيفها مفادها أن ألمانيا تقف بشكل مبدئي ضد أحكام الإعدام، وانتقادها لتضييق السلطات في مصر على جمعيات حقوق الإنسان والعمل المدني، خاصة بعد تعرض موظفي مؤسسة كونراد أديناور الألمانية للحبس في القاهرة.
 
وفي الختام، قالت الصحيفة إن اليوم الذي قضاه السيسي في برلين كان مميزا، فقد تعرض لانتقادات كبيرة ومطالبة من قبل المستشارة والرئيس الألماني بالقيام بإصلاحات، وحاول الدفاع عن نفسه وتبرير سياسته، ولكن أجواء الأزمة في برلين اليوم تعكس بوضوح حجم الأزمة التي تعيشها مصر في هذه المرحلة من تاريخها.
 
للاطلاع على المقال الأصلي في صحيفة دير شبيغل، انقر هنا