أقلامهم

طلال العرب: أهو موتٌ لأميركا وإسرائيل.. أم للعرب؟!

«الموت لأميركا، الموت لإسرائيل»، «الموت للشيطان الأكبر»، شعارات هتفت بها جماهير مقهورة تعيسة مسحوقة في طهران وما حولها، ورددتها ببغاوات، ابتُليت بهم أمتنا العربية، شعارات جوفاء لم تسمن من قالها ولم تغنه من جوع، وتبعهم إمعات الحوثية فرددوها واضافوا عليها «اللعنة على اليهود» كنكهة خاصة بهم.
وكلما ارتفعت عقيرتهم بالصراخ والعويل مهددين بتحرير فلسطين، زادت المساعدات المالية والعسكرية لإسرائيل وارتاحت أميركا من هاجس ثورة، لم تدمر إسرائيل، ولم تمس حتى شعرة من حدودها! وبدلاً من ذلك، دمرت أربع عواصم عربية فداء لها، وضاعت قضية فلسطين، فقد أُشغل العرب بهموم لم تخطر على بالهم، بعد أن تحولت الجارة ايران الى مصدر تهديد، فكثير من العرب الآن يلعقون جراحهم ويبكون على لياليهم، أما فلسطين فقد زادت فيها المستعمرات، وأما غزة فقد حوّلوها الى امارة انفصالية تدين بالولاء الى تلك الدولة الاقليمية، أما أميركا وأما إسرائيل فلم يمت منهما أحد، لم يمت الا ملايين من العرب، أما من لم يمت منهم فقد شُرد، واعتقل، وفقد عشرات الملايين منهم.
* * *
مقولة ذات مغزى تُتداول هذه الأيام، فكم نتمنى أن يعتبر بها من لم يعتبر من ابناء السنة والشيعة، فهناك ما يقارب المليار إنسان يعيشون في الهند، يؤمنون بمئة وخمسين إلها، ويعتنقون ثمانمئة عقيدة، ويتكلمون عشرات اللغات واللهجات، وينتمون الى عشرات الأحزاب السياسية، ولكنهم يعيشون في سلام ووئام.
أما العرب، وأما المسلمون، ومع أن لهم ربّاً واحداً، وقرآناً واحداً، ورسولاً واحداً، ويصلون ووجهتهم الى الكعبة، ويصومون لرب البيت، فإن دماءهم تسيل أنهاراً في الشوارع، وأشلاءهم تتناثر بين الأزقة وتحت الأنقاض.
قات.لهم يقول قبل أن يَقتل: باسم الله، والله أكبر، اللهم صلّ على سيدنا محمد، وقتيلهم يقول قبل أن يُقتل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..! القاتل لا يدري لماذا قَتل! والقتيل لا يدري لماذا قُتل! أما نحن فنقول لإخوتنا، سنة وشيعة: اتقوا الله في دينكم وفي دياركم، فوالله اننا لنعيش اليوم مؤامرة، يراد منها تقسيم بلادنا طائفيا، وتدمير عواصمنا، فلنتفكر جميعا في ما يحصل لبلادنا، فهي وحدها التي تُدمّر ويَقتل فيها المسلمُ أخاه المسلم، أما طهران وأما تل أبيب، فهما في أمان، فلا غدر ولا اغتيال، ولا سفك دماء!
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
بقلم.. طلال عبدالكريم العرب