عربي وعالمي

أوروبا وأميركا تجددان العمل لإسقاط الملالي
“رجوي” قدمت للعالم حلولا بديهية لمشكلات المنطقة

قدم المؤتمر العالمي الشكل والمضمون والذي عقدته منظمة (مجاهدين خلق) الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس برهانا إضافيا على المأزق الذي وصل إليه النظام الإيراني، دون اي شك باقتراب موعد زوال هذا النظام ونهايته وبطريقة تنتهي معها جميع المشاكل التي تسبب بها سواء باطماعه التوسعية أو عبر تدخله غير الحميد في العديد من الدول الأخرى، وبطريقة استفزازية جلبت البغضاء لبلاده من جانب مجمل الأمة العربية.
وقدمت السيدة مريم رجوي رئيس جمهورية إيران الحرة وسط حشد عالمي متضامن في وقت لافت، مقاربة فائقة الدقة في شأن كافة المشاكل المترابطة الناجمة عن السياسات الخاطئة لهذا النظام، بل واضطرت الحضور والمتابعين للقول بأن هذا هو الحق، وهذا هو الحل النهائي لكل مشاكل المنطقة.

وقد مثل الصدى العالمي لمؤتمر المعارضة الإيرانية تحديا جديدا لنظام غارق بالمشاكل، ما يوجب معه ملاحظة العديد من النقاط وهي:
أولا:
أن هناك انكشافا تاما للنظام على المستوى العالمي بما لم يتعرض له أي نظام شمولي مماثل من قبل، ولو كان هناك (تويتر) عشية وغداة سقوط كل النظم المماثلة لكان ذلك تجربة ثرية في مجال النبذ العالمي للشمولية بمختلف وجوهها، وفي حالة إيران نجد ردة الفعل على هزائم وتراجعات النظام التمهيدية لسقوطه تتركز في السب والشتم للمعارضين وحتى المنتقدين.
ثانيا:
 قدم مؤتمر حلا عبقريا لأزمة الملف النووي وأكاذيب الملالي في هذا الشأن وهو ما يعطل صياغة وتوقيع الاتفاق كما نرى، وكان الإسقاط لحلم إيران حرة وديمقراطية تعددية، الأفق الوحيد الذي يحصر مشكلة خطر التسلح النووي ويضعها في إطارها الصحيح بعيدا عن المراوغة والأكاذيب، دون فصل هذا عن بقية السياسات الإيرانية التي جعلت الشرق الأوسط برميل بارود متفجر.. وألغاما متناثرة في كل مكان، حيث خطر الفوضى يشمل كل أحد، فإذا بشعب إيران يعرض الحل عبر ممثلين يعكسون أمانيه بالتقدم والرقاهية والتعايش السلمي.
والملاحظة المهمة هنا، هي أن واشنطن تتشدد وتحاول فرض شروط جديدة لأن كل الأطراف المعنية بالملف النووي ترى سياسة عدوانية مستمرة، ومحاولات حثيثة للتملص من التعهدات، كما أن حكم الملالي من جانبه يراوغ لأنه فشل بانتزاع دور شرق أوسطي بعد موقف السعودية الجديد، ما يعني أن مصاعب جوهرية نشبت مجددا بوجه صياغة الاتفاق دعك من توقيعه.
ثالثا:
في المشهد الأعرض فإن النظام السوري طفل طهران الرضيع وجوهرة تاج عجرفتها الإقليمية ينهار، ومهما طالت المسألة فلم يعد له أي أفق، وهو بالمحصلة آخر حاكم علوي لسورية، كما أن العميل اليمني المتخلف عمود مشروع الدولة داخل الدولة على طريقة حزب الله في لبنان، على وشك السقوط والانهيار، والمشروع برمته تعرض للفضيحة وانكشف، وصار مفهوما أن المضي فيه قدما معناه تفكيك اليمن ودماره وهذا ما لن يقبله الشعب اليمني بالمجمل، في مقابل مشروع سعودي يعرض وحدة اليمن وإعماره وضمه للمنظومة الخليجية.
وبينما يتم هذا نرى إيران لا تملك إزاءه غير الندب وممارسة شتى أنواع المشاغلة واللطم السياسي الفارغ، بينما الاستنزاف لخزينتها على قدم وساق ، فهناك ربع مليار شهريا لحزب الله اللبناني الغارق في وحول سورية ومليار لنظام بشار الأسد ومثله لميليشيات العراق الإرهابية، فضلا عن التدخلات الأخرى في لالعديد من الدول دون أي طائل أو عائد على الشعوب الإيرانية، ليضاف ذلك إلى آثار أعلى معدلات البطالة، وآثار الحظر الاقتصادي الذي يوجع النظام، ويضطره لممارسة حجم من الفساد المالي الذي يؤجج الشعب عليه، علاوة على تململ وانتفاض الأقليات.. فأينما التفت تجد الخيبة والخسران والحصاد المر.
ولهذا فمن المنطقي والطبيعي أن ترى الضيق والتوتر على الذين وضعوا كل الأوهام والأحلام في سلة نظام ظهر حينا وكأنه المنقذ فإذا به نذير الشؤم ومصدر الخراب والفتن صغيرها وكبيرها وأعمقها الفتنة الطائفية التي تعصف بالعراق وتدمر سورية وتحطم اليمن.
لقد عرضت السيدة مريم رجوي جملة من الحلول في باريس أمس، وشهدنا الحماس الأوروبي والأميركي لها عبر أعضاء البرلمان الأوروبي والكونغرس الحاضرين والنخب العالمية المؤثرة.
وكان من جملة حلول ومقترحات السيدة مريم رجوي ما يلي:
1- انسحاب ما يسمى (قوة القدس) وإنهاء نفوذ النظام الإيراني في العراق، والشراكة الكاملة للمكون السني في السلطة، وتسليح العشائر السنية وإمساكها الملف الامني المحلي.
2- مساعدة المعارضة المعتدلة والشعب السوري على سقاط دكتاتورية بشار الأسد وإقامة الديمقراطية في هذا البلد.
3- الاعتراف بتطلعات الشعب الإيراني بإسقاط النظام وإنهاء اللامبالاة العالمية حيال الانتهاك البربري لحقوق الإنسان في إيران، وضمان حماية ومراعاة حقوق اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من سكان مخيم ليبرتي في العراق.
4- تعزيز التعاون الإسلامي المتسامح لمواجهة التجليات الدينية المتطرفة الناجمة عن التطرف الإيراني.
5- قطع جميع الطرق علي النظام الإيراني التي يريد عبرها الحصول على القنبلة الذرية.
وقالت السيدة رجوي التي ترأس المجلس الوطني للمقاومة في ايران، وهو تجمع يضم خمسة فصائل إيرانية معارضة بضمنها حركة مجاهدي خلق، ومقره باريس، إن “نظام الملالي ساعد في تشكيل داعش، وقتل السنة في العراق ساعد في بروز هذا التنظيم.”
وقالت رجوي إن المواطنين الإيرانيين يطلقون لقب “عراب داعش” على حكومتهم!.. مشددة على أن من المستطاع بل يجب التغلب والقضاء على التطرف الإسلامي سواء كان شيعيا اوسنيا، وأن ذلك يتطلب تشكيل تحالف دولي يححق ما سبق.